بقلم : محمد الحمادي
أينما تولّ وجهك فستجد المال القطري في وجهك، هذا إن لم يكن قد سبقك وخصوصاً بعد فضيحة المليار دولار التي تركها القطريون في حقائب في مطار بغداد، والتي تم الكشف عنها قبل شهر وتناولتها وسائل الإعلام لم تكن الأولى بل سبقتها حقائب عديدة لكن هذه هي المرة الأولى التي تم ضبطها والتحفظ عليها في خزينة المصرف المركزي العراقي، حجة السندباد القطري أن هذا المبلغ الكبير هو فدية لإطلاق سراح الصيادين القطريين المختطفين في العراق، ولكن كل الروايات العراقية الرسمية تقول غير ذلك وتؤكد أن مئات الملايين هذه كانت في طريقها إلى مجموعات إرهابية «معروفة» وقصة الصيادين القطريين من «فبركة» حكومتهم!
يبدو أن السندباد القطري قد تعود على حمل حقائب مليئة بمليارات الدولارات والتحليق بها بين البلدان العربية وغير العربية، في آسيا وأفريقيا وأوروبا وليصرفها في أوجه أقل ما يمكن وصفها بأنها «مشبوهة».. وبالأمس -على سبيل المثال- تم الكشف في بريطانيا عن تورط قطري بمليارات الجنيهات الاسترلينية في قضية بنك باركليز، وقبل ذلك رأينا قوائم بمؤسسات «خيرية» و«إنسانية» تتحصل على الأموال من قطر وتسلمها لجماعات وجهات تزعزع الأمن والاستقرار في الدول الآمنة.
وسندباد قطر وصل بحقائبه إلى ليبيا ونجح بمئات الملايين من الدولارات التي نقلها إلى هناك أن يشكل مليشيات ويسلح إرهابيين ويخلق حالة من الانقسام الدموي بين أبناء الشعب الواحد وما زال ذلك مستمراً إلى اليوم.
وما أذهل العالم وهو يتابع رحلات السندباد القطري وصوله في عام 2012 إلى دول أفريقية فقيرة، فماذا يريد هذا السندباد من دولة مثل مالي؟ لماذا يدعم مجموعات متحالفة مع القاعدة كـ «أنصار الدين»، ولماذا يصل لدرجة أن يستخدم أمواله لشراء السلاح للشعوب الفقيرة بدل أن يوفر لها الغذاء والدواء ويوفر التعليم.
كم يبدو هذا السندباد مخرباً في رحلاته التي لم تقتصر على بغداد، فلم يتردد في أن يقسم البحرين إلى جزءين ويساعد فريقاً ضد فريق بالمال والإعلام على أساس طائفي ومذهبي مقيت... والسندباد القطري لم يحترم حتى مكانة وقدسية الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتآمر على حكام السعودية ودعم كل منشق ومعارض ومتآمر.
وأولى القبلتين كانت في خط سير السندباد القطري، فزار القدس وصلى في الأقصى لكنه لم يتورع عن أن يزرع الشقاق بين الأشقاء، فدعم حماس بالمال والسلاح، ليقتلوا أخوتهم في فتح، ولم يخجل من أن يصادق المحتل ويضع يده في يد قاتل الشعب الفلسطيني وسارق أرضه.
رحلات السندباد القطري كثيرة، ورحلته في دعم العنف والتطرف والإرهاب طويلة، ولن نستطيع أن نغطيها، ولا أن نعرفها كلها، لكن يكفي أن نعرف أنه قد حان الوقت كي تتوقف «رحلات» هذا السندباد القطري وتكون لها نهاية وإلى الأبد.