وداعا عام 2017

وداعا عام 2017

وداعا عام 2017

 صوت الإمارات -

وداعا عام 2017

بقلم : محمد الحمادي

لا يمكنني أن أعتبر عام 2017 عاماً سيئاً، بل كانت فيه أشياء كثيرة، تعتبر منعطفات في مستقبل المنطقة والعالم، وإنْ بدت سلبية في ظاهرها، إلا أنها في جوهرها أشياء إيجابية، نشير إلى ثلاثة منها.

بلا شك أن العنوان الأبرز لعام 2017، وبلا منازع، هو «مقاطعة قطر»، ورغم أننا متفقون على أن هذه الأزمة صغيرة جداً جداً جداً، فإنها مهمة في نتائجها، فقد نجحنا كخليجيين أخيراً في أن نخرج من دائرة المجاملات السياسية، والسكوت عن الأخطاء، ودخلنا مرحلة المواجهة والشفافية، بل والمحاسبة والعقاب، فقطر التي ظل النظام فيها لسنوات طوال، يعمل ضد مصالح دول الخليج العربي، وضد مصالح الدول العربية، ومؤخراً أصبح يلعب في مصلحة الإرهاب، كان لا بد من أن يُوضع حد للدور العبثي الذي يقوم به هذا النظام، خصوصاً بعد فشل كل الاجتماعات

المغلقة والاتفاقيات والتعهدات المكتوبة، والتي لم تجدِ نفعاً، ولم يلتزم بها نظام الحمدين، فكان لا بد من اتخاذ موقف حازم وقوي يضع حداً للعناد القطري، فكان قرار المقاطعة في يونيو الماضي، لتدخل دول المنطقة مرحلة تاريخية جديدة، تختلف كلياً عن المراحل السابقة، والتي ذهبت ولن تعود أبداً، واليوم يلمس العالم النتائج الإيجابية لهذا القرار المصيري على استقرار بعض الدول، وعلى محاصرة الإرهاب ودحره، وسيذكر التاريخ دائماً عام 2017 عاماً لوضع النقاط على الحروف في الخليج.
الأمر الثاني المهم في عام 2017، أنه لم ينته إلا بنجاح الجهود العربية ومحور الاعتدال والعالم الحر في كشف وفضح سلوك النظام الإيراني التخريبي في المنطقة العربية، ودوره في دعم الإرهاب، والأيام الماضية شهدت تفجر الأوضاع في المدن الإيرانية، ليخرج الشعب رافضاً كل سياسات نظام الملالي الذي أفقر الشعب، وأرسل أمواله إلى الخارج، ليحقق أوهام الأيديولوجيا البائدة، والإمبراطورية التي هي السراب الذي لن يتحقق، ولن يدخل عام 2018 إلا والنظام الإيراني يواجه واقعاً جديداً، ويشرب من الكأس نفسها التي أذاقها حكومات عربية منذ سنوات، وإذا سارت الأمور بالشكل الذي يريده الشعب الإيراني، ووقف المجتمع الدولي مع مطالب هذا الشعب العادلة، فإن العام المقبل سيكون بداية دفع نظام طهران ثمن جرائمه في حق الشعب الإيراني، وفي حق الشعوب العربية.

العنوان الكبير الآخر وليس الأخير في هذا العام، هو الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي شغل ليس الولايات المتحدة الأميركية، وإنما العالم بأسره بقراراته ومواقفه وتصريحاته، ابتداء من مواجهته شبه اليومية مع كوريا الشمالية، وانتهاء بقضية الشرق الأوسط والقدس، وما يعنينا في هذه المنطقة في وجود الرئيس الجديد، هما أمران مهمان، الأول هو موقفه الواضح في مواجهة السلوك الإيراني، وتقييم العلاقة مع هذا النظام بشكل واقعي وليس عاطفي وحالم كما كانت تفعل الإدارة الأميركية السابقة، وبالتالي عدم السماح لنظام الملالي بالكذب على العالم،

واللعب أكثر على الحبلين، أما الأمر الآخر، فهو موضوع القدس الذي على رغم صدمة العالم من قرار ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وبالتالي نقل السفارة الأميركية إلى القدس والذي يخالف جميع القوانين والاتفاقيات الدولية، فإن هذا القرار كان له جانب إيجابي مهم جداً، حيث أعاد الحياة للقضية الفلسطينية، وأصبحت محل اهتمام العرب والمسلمين من جديد، وجعل العرب يتفقون بعد سنوات من الخلافات والاختلافات، على العمل المشترك من أجل المحافظة على القدس عاصمة لفلسطين.

علينا أن نرجو أن يكون العام الجديد عاماً مليئاً بالخير والإنجازات والانتصارات للعرب، وعام خير وسعادة وسلام لجميع البشر على هذه الكرة الأرضية التي تجمعنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعا عام 2017 وداعا عام 2017



GMT 22:46 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

خليجيون.. ديمقراطيون.. جمهوريون!

GMT 11:37 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

طموح يكمل المسيرة

GMT 17:20 2018 الجمعة ,27 تموز / يوليو

هل هناك أمل في النظام الإيراني؟!

GMT 18:14 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

هل هناك أمل في النظام الإيراني؟!

GMT 10:18 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الإمارات تصنع السلام

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates