بقلم : محمد الحمادي
مرت الأربعون والستة أعوام سريعة جداً كلمح البصر أمام شعب الإمارات، وخصوصاً أمام الآباء والأجداد الذين عاشوا فترة ما قبل قيام دولة الاتحاد وهم لا يزالون يعيشون اليوم بيننا فترة ما بعد الاتحاد وقيام هذه الدولة الكبيرة في مكانتها وإنجازاتها وعطائها، وهؤلاء شهداء على العصر وهم خير من يعبر عما كانت عليه هذه الأرض وما أصبحت عليه اليوم، وهم خير من يذكّرنا بفضل هذه الأرض علينا وبفضل القيادة المؤسسة لدولة الاتحاد على هذا الشعب.
لذا، فإننا ونحن نشاهد الحفل الرسمي لليوم الوطني السادس والأربعين، أمس، والذي كان عنوانه «هنا المستقبل»، وكانت لوحاته الفنية الرائعة، تصوّر لنا، وبشكل فني رائع ومتطور وبإبهار بصري وسمعي وحسي رائع، المستقبل الذي سنعيشه ويعيشه أبناؤنا في هذا الوطن بعد سنوات، ففي دولة الإمارات لم نعد نعيش الحاضر ونستمتع به فقط، ولم نعد ننشغل بالماضي التليد ونتغنى به فقط، فحاضرنا جميل وماضينا رائع، ولكن الأهم هو المستقبل، وفي دولة الإمارات نعيش المستقبل في جوانب كثيرة، ومن خلال قيادة تتمتع برؤية ثاقبة وبطموح لا حدود له.
كنت أتابع لوحات الحفل الواحدة تلو الأخرى وكأنني وكل من حضر الاحتفالية يردد: هنا الإمارات.. هنا المستقبل.. هنا العلم.. هنا المعرفة.. هنا العمل.. هنا الأفعال.. هنا الإنجازات.. هنا الابتكارات.. هنا الإخلاص.. هنا الحلم.. هنا الريادة.. هنا الجِد.. هنا الشباب.. هنا الأمل.. هنا المشاركة.. هنا الجيل الذي يلحق بالجيل الآخر.. هنا القيادة التي تحب وترعى شعبها.. وهنا الشعب الذي يقف خلف قيادته.. هنا الإمارات.. هنا التسامح.. هنا التعايش.. هنا العطاء.. هنا الخير.. هنا الوفاء.. هنا التواصل.. هنا احترام الآخر.. هنا العدل.. هنا المساواة.. هنا الصدق.. هنا الشفافية.. وحب الخير للجميع.. هنا الأرض التي تحب العرب.
وهنا أشياء كثيرة لأننا في الإمارات، وعندما تكون في الإمارات فإنك تكون في المكان الذي تشعر فيه بأنك في المكان الصحيح، وفي الزمن الصحيح، فكل مكوّنات الدولة وكل أجزاء الوطن تعمل ضمن منظومة واحدة، وفي نسق واحد، وبروح واحدة لتحقيق هدف واحد، وغالباً ما يكون هدفاً كبيراً يصب في مصلحة هذه الدولة.
فشكراً لمن أتحفونا بحفل «هنا المستقبل» والشكر الكبير لقيادة وشعب الإمارات الذين يعملون معاً يداً بيد وعلى قلب رجل واحد ليضعوا هذا البلد في المستقبل.