قطر قواسم غير مشتركة مع العرب

قطر.. قواسم غير مشتركة مع العرب

قطر.. قواسم غير مشتركة مع العرب

 صوت الإمارات -

قطر قواسم غير مشتركة مع العرب

بقلم : محمد الحمادي

ونحن نكمل شهرين من المقاطعة مع قطر نكتشف أهمية هذه المقاطعة التاريخية، وكيف أنه كان قراراً صائباً، وجاء في وقت مهم وحساس، وإن كان قد تأخر إلا أنه لم يكن يتحمّل تأخيراً أكثر من ذلك، فقد كشفت لنا هذه الأزمة حقيقة الجار وما يخبئه من سلوكيات ومشاعر ونوايا وأفكار وانطباعات عن دول الجوار، وكم كان هذا الجار بعيداً عنا وكأنه في أنتاركتيكا وليس على ضفاف الخليج العربي، فعلى الرغم من أنه جزء من جغرافيتنا، وشعبه يعيش بيننا ولا يختلف في مظهره وشكله ولسانه عنا.. إلا أن ما نكتشفه مختلف تماماً، فمع مرور الأيام والأسابيع والأشهر تبين للجميع كم يختلف هذا الجار عن محيطه في طريقة تفكيره واهتماماته وأحلامه وعلاقاته ومصالحه الإقليمية والدولية، وربما استمرار الأزمة لأعوام سيكشف لنا ما هو أصعب وأسوأ وأقسى.

فمن تراه دول المنطقة عدواً تراه قطر صديقاً، بل أقوى حليف لها، ومن تراه الدول الكبرى في المنطقة إرهابياً تراه قطر إسلامياً تقياً، أو مقاوماً أو حزباً سياسياً وما تراه دول المنطقة خطراً على أمنها واستقرارها تراه قطر وضعاً طبيعياً، بل شيئاً مطلوباً! ومن تحاربه دول المنطقة، تدعمه قطر ومن تريد محاصرته دول المنطقة تقوم قطر بدعمه وتمويله بالمال!
قواسم غير مشتركة كثيرة كشفتها أزمة المقاطعة، فشكراً للظروف التي وضعتنا في هذه الأزمة، وكشفت لنا حقائق لم تكن لتكتشف لولا هذه الأزمة، فما في القلوب لا تكشفه إلا المحن والأزمات، كما أن معادن الرجال والشعوب والدول تنكشف في أوقات الشدة وليس في أوقات الرخاء، وقطر اليوم سقطت عنها كل الأقنعة فأصبحت مكشوفة الوجه عارية الجسد أمام الجميع، وتبين بالدليل القاطع أنها لا تكنّ أي احترام لدول المنطقة لا الكبيرة منها ولا الصغيرة، لا الخليجية منها ولا العربية، كما كشفت أزمة المقاطعة أن قطر لا تُكنّ أي احترام أو تقدير لقادة المنطقة، ليس للدول التي قاطعتها فقط، بل لجميع الدول الخليجية التي ستكشف أول أزمة معها كيف ستتعامل قطر مع قيادات وشعوب الكويت وعُمان، فقطر لا صديق لها ولا تحترم ولا تثق بأي دولة عربية حولها، وهذه مشكلتها الكبرى التي لا أعرف كيف يمكن أن تتخلص منها وتجد حلاً لها.

وباسترجاع مواقف قطر خلال العقد الماضي والذي سبقه، نكتشف كم كانت حكومة قطر عدائية واستخدمت كل الوسائل والأدوات السياسية والإعلامية والدبلوماسية لزعزعة أمن دول المنطقة وإثارة المشكلات وتغيير الأوضاع في تلك الدول والتعاون مع كل من لديه أجندة مخالفة لأجندة دول المنطقة - سواء كانت دولاً، أو حكومات، أو أحزاباً، أو جماعات، أو منظمات- وهذا ما تدفع ثمنه اليوم.

في الشهر الثالث من الأزمة ستستمر قطر في الصراخ خارجياً أمام الدول الكبرى والمنظمات الدولية، وستستمر في البكاء داخلياً لاستعطاف شعبها والشعوب العربية، وستحاول تشويه صورة الدول المقاطعة الأربع كما حاولت تشويه دور السعودية واتهامها بتسييس الحج، وكانت هذه الخطوة دليل العجز القطري النهائي، وكشفت عن أنها لم تعد لديها أوراق تلعب بها.

فلتبحث قطر عن القواسم المشتركة مع محيطها وتتخلى عن عجرفتها وكبريائها، حينها قد تعرف كيف تفكر وتعرف أين تكمن مصلحتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر قواسم غير مشتركة مع العرب قطر قواسم غير مشتركة مع العرب



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates