بقلم : محمد الحمادي
بعد أن اجتمعت الدول العربية وبعد أن انتهى أمس اجتماع الدول الإسلامية في إسطنبول وبعد أن اجتمعت دول العالم في الأمم المتحدة في نيويورك، بمعنى آخر بعد أن اجتمع العالم أجمع خلال أسبوع واحد من أجل قضية واحدة، ما هي النتيجة، وإلى ماذا توصلوا من قرارات ومواقف تجاه الحق العربي المسلوب ومدينة القدس التي قررت الولايات المتحدة إعطاءها هدية لإسرائيل؟ فعلياً وحتى هذه اللحظة، لا شيء غير الكلام!
في مقابل هؤلاء هناك من يعمل بصمت، ودون خطب رنانة، وبلا شعارات جوفاء، هناك دول دعمت فلسطين ولم تتوقف يوماً عن دعمها وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي أعطت بصمت ودعمت بصمت ودافعت عن القدس بصمت، عكس الظواهر الصوتية التي نراها من حولنا والتي أزعجت العالم بصراخها العالي دون أن تفعل شيئاً لفلسطين، أو القدس، أو حتى الفلسطينيين.
ولقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز بالشيخ محمد بن زايد أمس، بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي هو لقاء خير وعمل، دون صخب، وهو لقاء بنتائج يمكن تنفيذها، في الرياض لا يلتفت القادة إلى الصخب الإعلامي والدعاية الجوفاء والمحاولات الفاشلة واليائسة لتشويه الدور السعودي والإماراتي في دعم قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس الشريف، التي هي من أولويات القيادتين السعودية والإماراتية، وهي كانت دائماً وستبقى أبداً في ضمير الشعب الإماراتي والشعب السعودي.
والنظام القطري الذي ذهب بعيداً في إساءاته وبالغ إعلامه في نشر الأكاذيب وترويج الأخبار المفبركة والمسيئة للدول المقاطعة، وخصوصاً بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل عليه أن يدرك أن أهدافه لن تتحقق، وأن ما يتم في الرياض هو الذي سيكتب له النجاح، لأنه لما فيه خير ومصلحة الأمة العربية والدول العربية وشعوبها، سواء كان ذلك فيما يتعلق باليمن أو الأزمة مع قطر أو غيرها من الأزمات، فالحل في الرياض، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم جداً، كما تعيش الوهم قطر وتعتقد أن حل أزمتها في صرف المليارات على الصفقات مع الدول شرقاً وغرباً، أو أن الحل في تشويه صورة المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين والادعاء بأنها مع قرار ترامب، والكل يعرف من هو صديق إسرائيل، ومن هو الذي زار إسرائيل، ومن الذي استقبل المسؤولين الإسرائيليين في بلده، بالطبع هي ليست المملكة التي تقف مع فلسطين قلباً وقالباً، وإنما هي قطر التي غرقت في علاقتها مع إسرائيل، فمن الذي مع القدس؟ هل هو الذي يرفض أن يضع يده في يد إسرائيل، أم هو الذي وضع كل ثقله معها؟
وتبقى الرياض عاصمة الأفعال الكبيرة، وستترك للعواصم الصغيرة جداً جداً جداً التلاعب بالكلمات وترديد الشعارات الجوفاء.