بقلم : محمد الحمادي
في المكان نفسه الذي تم فيه تدشين صرح زايد المؤسس أمس كانت تقف لوحة ضخمة شامخة شموخ الجبال لسنوات طويلة، وكانت تحمل الصورة الرسمية للشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، هناك على كورنيش أبوظبي في زاوية السور الشمالي الشرقي لقصر الإمارات كانت اللوحة ببروازها الجميل، والتي عشقها الجميع، تحمل صورة الرجل الذي لم ينسه أحد يوماً منذ غادر هذه الدنيا، فصحيح أن الشيخ زايد رحل عنا جسداً، لكنه باق معنا إلى اليوم، وسيبقى مع الأجيال عاماً بعد عام روحاً وفكراً وعملاً وفلسفةً وعطاءً، فما صنعه الشيخ زايد معين لا ينضب وخير لا يتوقف أبداً.
وبالأمس قدمنا شيئاً جديداً رائعاً وجميلاً لهذا الرجل، ورغم أننا ندرك أنه شيء بسيط في حق الشيخ زايد وقليل أمام عطاءاته، لكنه محاولة حقيقية منا جميعاً لتأكيد الحب والتقدير والوفاء والعرفان لهذا الرجل العظيم، فما قدمه سيبقى خالداً أبداً، وما نقدمه نحاول أن يكون باقياً أبداً وخالداً على هذه الأرض، فصرح زايد المؤسس الذي تم تدشينه أمس بحضور الشيخ محمد بن راشد، والشيخ محمد بن زايد، وحكام الإمارات، هدية أمة لرجل عظيم، وهذا الصرح الخلاق في فكرته، والذي يرسم وجه الشيخ زايد كأنه نجوم في سماء هذا الكون الفسيح إنما يعكس عمق المحبة وعظيم الامتنان لرجل مهما قدمنا له فلن نصل إلى مستوى عطاءاته التي بلغت عنان السماء.
رحم الله الشيخ زايد، فقد أحبه الناس حيّاً يمشي بينهم، وزاد حبهم وعشقهم وشوقهم وتقديرهم له وهو ميت وبعيد عنهم، وهذا دليل على عظيم عمله، وصدق حب الناس له.
هذا الصرح الذي تم اختيار هذا العام لإطلاقه فيه، ويتزامن مع مئوية ولادة الشيخ زايد، رحمه الله، ومع عام زايد 2018 له دلالاته الكبيرة، فالرجال العظماء لا ينساهم الناس، ويخلدهم التاريخ، ومهما مرت السنوات، فإننا سنحب زايد وندعو له، ونوصي أبناءنا بالسير على خطاه في حب الناس، وحب الوطن والعمل من أجله.
صرح المؤسِس سيتحول إلى مدرسة يتعلم فيها الجميع أخلاق زايد وأعماله وقيمه، فالكبار والصغار، المواطن والمقيم، وحتى الزائر، وكل من يدخل الصرح سيعرف أن على هذه الأرض وُلد رجل قبل مائة عام، نشر الحب والخير والعطاء، وبنى وطناً، وترك من بعده أبناءً وشعباً يسيرون على منهجه الذي هو منهج دولة وأمة.
نقلا عن الاتحاد