بقلم : محمد الحمادي
يوم أمس كان يوماً إعلامياً إماراتياً بامتياز، فخلوة «مستقبل الإعلام الإماراتي» التي نظمها المجلس الوطني للإعلام ناقشت تحديات الإعلام الإماراتي الحالية والمستقبلية، ولم يتم الاكتفاء بمناقشة واستعراض تلك التحديات، وإنما تم التفكير العميق في الحلول الممكنة لتلك التحديات، وتم وضع عشرات الأفكار الخلاقة لجعل الإعلام الإماراتي في مستوى أفضل، والنقطة المثيرة للاهتمام أن هذه الخلوة كشفت أن القائمين على الإعلام في الإمارات على وعي تام وكامل بالداء والدواء، ولا يحتاجون إلى خبراء أجانب كي يشخّصوا حالة الإعلام ويقدموا حلولاً ووصفات قد تكون بعيدة عن الواقع.
عشرات القيادات الإعلامية الذين شاركوا في الخلوة اتفقوا على العديد من الأمور، منها أن الاهتمام بالكوادر الإعلامية الشابة أمر مهم، وأن جذب الكفاءات والدماء الجديدة للإعلام جزء أساسي من عملية ديمومة الإعلام وبقائه قوياً ومؤثراً، وبالتالي لا بد من وضع الخطط وتنفيذ الخطوات، وكذلك أصبح وجود أكاديمية إعلامية أمراً في غاية الأهمية، ووجود خطة إعلامية لإيصال الرسالة الإعلامية إلى العالم الخارجي، سواء للدول الغربية والدول الشرقية أصبح أيضاً أمراً مهماً لا يمكن تأجيله، فجزء من استمرار نجاح أي دولة هو قدرتها على توصيل رسالتها وإنجازاتها إلى العالم، وهذا ما يحتاج منا إلى عمل أكبر وأكثر تنظيماً.
الشفافية أمر لا يمكن القفز عليه، فعلى المسؤولين الرسميين وغير الرسميين أن يتحلوا بمزيد من الشفافية في تقديم المعلومات، وأن يخففوا من سيطرتهم على الأخبار والمعلومات التي تفيد المجتمع، فدور الإعلام أن يعلم الناس بما يدور حولهم، فما بالنا بما يدور في المؤسسات الرسمية والتي أغلبها أمور ومشروعات في صالح البلد!
أما موضوع الاستفادة من التطور التكنولوجي والثورة الرقمية التي باتت حديث العالم، فقد استأثر بالجزء الكبير من النقاش في الخلوة، وكانت الرؤية المشتركة لدى الجميع أنه لا بد من الاستفادة من هذه الثورة الرقمية.
حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الخلوة واستماعه للإعلاميين وتبادل الآراء معهم كان له الأثر الأكبر في تأكيد دعم القيادة للإعلام وإعلانه عن ثقته العالية جداً بقدرات إعلامنا الوطني على حماية مكتسبات الدولة، يؤكد أن الإعلام المسؤول هو جزء أساسي من أدوات التنمية في أي دولة.
لقد كشفت هذه الخلوة الدور المهم الذي يلعبه المجلس الوطني للإعلام، والذي أصبح واضحاً أنه دور مختلف بوجود معالي الدكتور سلطان الجابر رئيس المجلس الذي نجح في أن يعيد تسليط الضوء على الإعلام وهمومه وتطلعاته، فكل الشكر له ولفريق عمله ولسعادة منصور المنصوري مدير عام المجلس على تنظيم هذه الخلوة التي نتمنى أن تتكرر.