بقلم : محمد الحمادي
الدول التي تمتلك رؤية واضحة تتقدم إلى الأمام بثبات وبثقة كبيرة، والدول التي تمتلك مشروعاً حقيقياً يفيد شعوبها ودول المنطقة التي تعيش في محيطها تكون دائماً صاحبة الريادة، وفي الوقت نفسه تواجه التحديات المستمرة ممن يتضرر من نجاحها وتقدمها وتميزها.
والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات دولتان نجحتا في تحقيق التعاون الكبير بينهما ومع بعضهما ونجحتا في الوقت نفسه في وضع الرؤى التي تفيد دولتيهما والدول العربية جمعاء، وذلك لسبب بسيط وهو أن الدولتين تدركان أن نجاحهما واستقرارهما لا يكفيانهما وحدهما، بل يجب أن يعم السلام والنجاح والاستقرار والتقدم دول المنطقة كلها، لذا فقد عملت الدولتان منذ سنوات لما فيه خير المنطقة ومستقبلها، وبطبيعة الحال فإن ما فيه خير المنطقة هو ما يرفضه ويقاومه ويقوم بتشويهه أعداء دول المنطقة، وهذا ما جعل البلدين في مرمى هدف المتربصين الذين تجاوزوا الحدود في كثير من الأحيان بأن أصبحوا يحاولون بين الفترة والأخرى أن يختلقوا المشكلات ويعلنوا في وسائل الإعلام عن خلاف بين البلدين في الملفات المشتركة، وعلى رأسها الملف اليمني، وذلك إمعاناً منهم وإصراراً على شق الصف وزعزعة الاستقرار، ولكن كل محاولاتهم تبوء بالفشل الذريع.
ويؤكد قادة البلدين في كل مرة أن ما بينهما أكبر وأعمق وأقوى وأبعد من أن يتأثر بتقارير إعلامية، أو تغريدات وهمية من أشخاص تابعين لدول وحكومات أصبحت معروفة.
تحمل كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات مسؤولية كبيرة أخلاقية وقومية وسياسية تجاه دول المنطقة وشعوبها، لذا فإنها تسير إلى الأمام بلا توقف ولا تردد ولا تراجع، ففي المملكة وبقيادة سلمان الحزم تسير الأمور نحو مصلحة العرب دولاً وشعوبا،ً ومن يراقب ويتابع أداء الملك سلمان منذ توليه الحكم، يكتشف بشكل سريع أن كل القرارات التي تم اتخاذها هي في مصلحة دول المنطقة وشعوبها، وكل الأموال التي صرفت كانت من أجل خير وأمن واستقرار المنطقة، وذلك بعكس ما تقوم به دول أخرى تماماً في المنطقة وعلى رأسها إيران، وكذلك هو عكس ما يقوم به النظام القطري الذي يقوم بكل شيء ويصرف المليارات فقط لتحقيق مصالحه الضيقة وما يضر مصالح الدول الأخرى، بل وفي أغلب الأحيان ما يخدم مصالح فئة صغيرة من القائمين على أمور الحكم في قطر! وهذا ما يجعل الإمارات متناغمة مع المملكة لأنها كذلك تحمل تلك الهموم والمسؤوليات الكبيرة وتحمل هموم المنطقة وآمال وأحلام الشعوب العربية إلى العالم، وتدافع عن الحق العربي أينما كان وكيفما كان، وهذا ما يجعلها محل احترام العالم وهو ما يقوي علاقاتها الاستراتيجية بالمملكة، وهو ما لن يستطيع أحد تغييره أو تشويهه.
نقلا عن الاتحاد