بقلم : محمد الحمادي
وجود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الإمارات، هو وجود صاحب الدار في داره، وإن غاب عنه لأشهر أو سنوات، وعندما يكون رئيس جمهورية مصر العربية في دولة الإمارات، فإننا نشعر وكأن مصر كلها بشعبها ومدنها وحضارتها وتاريخها في الإمارات، وهذا ما يجعل سعادة الإماراتيين بهذه الزيارة كبيرة ومختلفة، فدائماً علاقة البلدين والشعبين كانت وستبقى علاقة المحبة والاحترام الأبدية، وهي علاقة مكتوب لها أن تسير في طريق واحد نحو الأمام، ونحو مزيد من العمل المشترك ومزيد من التعاون في مختلف المجالات.
من يعرف الإمارات ويعرف مصر يدرك شيئاً واحداً لا شك فيه، وهو أن الإمارات تفعل كل ما تستطيع من أجل أن تكون مصر وتبقى كما يريدها ويتمناها الشعب المصري، دولة كبرى بين دول العالم وبلداً آمناً ومستقراً، لقد عرف البلدان كيف يكونان قادرين على العمل معاً، في خضم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، فعلى الرغم من تحديات مصر الداخلية الكثيرة جداً إلا أن مصر لم تنس دورها العروبي تجاه القضايا والدول العربية، وعلى رأسها فلسطين، ثم مكافحة الإرهاب والعمل على إنهاء الحروب والأزمات في الدول العربية الجريحة، وهي لم تكن وحيدة في ذلك، فالمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز تقوم بدورها مع مصر والإمارات من أجل خير وأمن واستقرار الدول العربية، ومن أجل تشكيل صف عربي واحد قوي في وجه الأطماع الإقليمية المتزايدة وفي وجه المؤامرات الخارجية.
يجب أن ندرك دائماً أننا في هذه المنطقة نمر بظروف ومرحلة حساسة لا يمكن فيها التهاون مع أي أخطار خارجية أو حتى داخلية، والمطلوب من جميع الدول شعوباً وقيادات العمل بكل وطنية والتزام من أجل عبور هذه المرحلة الحساسة التي يمكن أن يؤدي عدم التعامل الحكيم معها إلى مزيد من الأزمات والمشكلات في الدول العربية، فما يعانيه اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وكذلك العراق، يجعلنا نكون أكثر حرصاً وعملاً على حماية منطقتنا، والدفاع عن المجتمعات من أي انهيار سيكون التعامل معه أو علاجه مكلفاً جداً.
ما يجعلنا نقول ذلك هو أننا نرى أملاً في واقعنا العربي يتمثل في التعاون المشترك والوثيق والقوي بين بعض الدول العربية، وعلى رأسها جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، ومعهما دولة الإمارات وغيرها من الدول التي تسعى جاهدة وبصدق في استعادة الدول العربية عافيتها، واستعادة الأمة العربية مكانتها، وندرك جيداً عندما تعمل كل من مصر والسعودية معاً، فإن النتائج لا بد وأن تكون في صالح المنطقة بأسرها، فمرحباً بالرئيس السيسي في داره وبين أهله.