بقلم : محمد الحمادي
لن ننسى هذا اليوم 30 نوفمبر عام1971 عندما احتلت إيران الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وفي سبيل الدفاع عن أرضنا استشهد عدد من رجال الشرطة على جزيرة طنب الكبرى، وكانوا أول الشهداء في دولة الإمارات، فقبل يومين فقط من الإعلان عن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ارتقى أولئك الأبطال إلى السماء وهم يقاومون المحتل، رافضين تسليم أرضهم، ومصرّين على مقاومة المحتل على الرغم من عددهم الصغير الذي لم يتجاوز ستة جنود واستشهد أربعة منهم.
قصة أولئك الرجال لم ولن ننساها وسننقلها لأبنائنا من جيل إلى جيل، نورثهم حب الوطن والتضحية من أجله، ونزرع فيهم حقنا الأصيل في المطالبة بالجزر الثلاث المحتلة من قبل إيران.
أبناء الإمارات كانوا وسيظلون أبطالاً في الميدان وخارج الميدان في وقت الحرب وفي وقت السلم، والدفاع عن أرضهم ووطنهم فوق كل شيء، ولا يقبلون إلا الدفاع عنها بكل ما يملكون، واليوم وهو يوم فخر وعز وكرامة نجدد الذكرى والفخر لشهدائنا، ونقف دقيقة دعاء لهم، ونرفع العلم عالياً خفاقاً لتبقى هذه الراية عالية شامخة أمام العالم، وشهداء الإمارات الأبرار محل تقدير واحترام وفخر وعزة، وهم القدوة لغيرهم في الشجاعة والإقدام وفي البذل والعطاء والتضحية.
وفي مقابل ما قدمه الشهداء لوطنهم نالوا الوفاء من القيادة والشعب، وصار اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بشؤون أسر الشهداء لا يضاهيه اهتمام، فأبناء وأسر الشهداء تحت رعاية واهتمام سموه المباشرين.
وكل حاجات أسر الشهداء تجد الاهتمام من الجميع، ومع وجود مكتب خاص يهتم بكل شؤون أسر الشهداء أصبح دائماً ومنظماً، فبمواقف أسر الشهداء نفتخر كما نفتخر ببطولات أبنائهم الشهداء.. فالشهداء هم الأحياء وهم الخالدون والمخلدون، وأهلهم هم المعزّزون المكرّمون.
أما جنودنا من أبناء القوات المسلحة الذين يقفون على الثغور، داخل الدولة وخارجها، في ميادين القتال، وفي ميادين مساعدة المحتاجين لتقديم كل أنواع الدعم للمنكوبين والمضطهدين، فهم الأبطال الذين نفتخر بهم ونعتز بدورهم، والشجاعة عنوان حياتهم وسلوكهم اليومي، والعالم يشهد اليوم أن أبناء قواتنا المسلحة يمتلكون عقيدة عسكرية رفيعة وأخلاقية، حتى في تعاملها مع العدو، ويمارسون مهنية في ميدان المعركة.
في دولة الإمارات وطن الكرامة والعز، يحق لنا أن نفتخر بجيشنا، وبشهدائنا، وبأبناء شعبنا، وبقيادتنا التي هي دائماً مع الشعب من أجل خير الجميع، ومن أجل مستقبل أفضل لهذه الدولة، وللمنطقة بأسرها.
رحم الله شهداءنا الأبرار وحفظ وطننا الإمارات.