بقلم : محمد الحمادي
ما تعرضت له جريدة الاتحاد، أمس، لا يدل إلا على أن الأفعال الصبيانية لها من يمارسها، على الرغم من سذاجتها وتفاهتها وقلة تأثيرها، فقد فوجئنا يوم أمس بخبر منسوب لجريدة «الاتحاد»، يبدو وكأنه منشور في صفحتها على الموقع الإلكتروني ومصدره «وام»، خبر غريب في شكله، ومريب في مضمونه، منسوب لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومفاد الخبر أن سموه يدعو خادم الحرمين الشريفين، في اجتماع بينهما، إلى «اتخاذ خطوات حازمة للحد من سياسات مزدوجة تتبناها بعض دول مجلس التعاون الخليجي، في إشارة إلى دولة الكويت وسلطنة عُمان».
. ومن يعرف الشيخ محمد بن زايد، يدرك للوهلة الأولى أنه من المستحيل أن يكون هذا موقفه أو كلامه، فاحترام وحب وتقدير الشيخ محمد بن زايد للشيخ صباح الأحمد وشعب الكويت وللسلطان قابوس وشعب عُمان، يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى دليل، وقد أعجبني تعليق مغرد عُماني وصلني على الخاص في «تويتر»، حيث قال: «أشك في أن مثل هذا الكلام يصدر عن الشيخ محمد»، وهذا موقف كل عُماني وكويتي مخلص وشريف يحب وطنه ويحب الخليج، فمن يعرف الشيخ محمد بن زايد، يعرف تماماً أنه أحد أكثر رجال الخليج العربي تمسكاً بمجلس التعاون الخليجي، وأكثرهم حرصاً على دوله ومصالح شعوبه، وهو القلب الرحيم ليس على شعبه فقط وإنما أيضاً على جميع الشعوب الخليجية والعربية، بل وعلى البعيد الغريب، فهو من قادة الخليج والعرب المخلصين، وهو الشخصية الفذة، وهو ذو القلب الكبير والأيادي البيضاء، ومنه نتعلم حب الوطن والتعامل مع الآخرين، فهو القدوة والنموذج في كل شيء.
المهم أن محاولة اختراق موقع الجريدة، ووضع خبر على رابط يشبه رابط «الاتحاد» ليبدو الخبر كأنه في «الاتحاد»، كانت محاولة فاشلة، ونجحت الجهات المعنية مشكورة في معرفة مصدر الاختراق ومكانه، ومن ثم القضاء عليه بسرعة فائقة وقبل أن تنتشر أكاذيب الصبيان، وما يبدو لنا من هذه المحاولة، أن هناك من يعمل على استغلال أزمة المقاطعة الحالية، وسيعمل على شق الصف الخليجي ليضع مجموعة من الدول في خانة الدول المقاطعة، ودولاً أخرى في خانة الدول المؤيدة لقطر، والذي يجب أن يعرفه أولئك المفلسون أن شيئاً من ذلك لن ينجح، فالبيت الخليجي الذي يعاني مشكلة كبيرة هذه الأيام، هو بيت قوي، والمسؤولون عنه رجال مخلصون، وحوله شعوب خليجية متماسكة، وسيتجاوز المجلس والأمة العربية هذه الأزمة حين تعود قطر إلى صوابها، وتتخلص من صبيانها المنحرفين، ومن يدعمونهم من الإرهابيين، وتترك ما يضر شقيقاتها من الدول الخليجية والعربية، وسنبقى «جادين الآن في التعامل مع عدم التزام قطر» كما قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وهو أحد رجال الخليج المخلصين، تعليقاً على زيارته لتركيا ولقائه الرئيس أردوغان، وقد قال الشيخ خالد أيضاً «ليس لدينا أي وقت لنضيعه في المجاملات»، وهذا ما نردده جميعاً في الخليج، فقد انتهى وقت المجاملات التي تضر بمصالح الأمة العربية.