بقلم : محمد الحمادي
يؤكد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واهتمامه بلقاء الشباب العربي من القيادات الإعلامية الشابة، أن سموه يؤمن بدور الشباب، ويدرك دور الإعلام وتأثيره، فعلى الرغم من انشغال سموه بالقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية الكبرى لم ينس يوماً الدور المهم للإعلام، ومدى تأثير الصورة والكلمة على حياة الناس، وعلى مصير الشعوب، لذا فإنه في كلماته الموجزة للشباب أكد أنه يتطلع إلى أن يكون الإعلام منصة لنماء وازدهار وتطور مجتمعاتنا العربية والعالمية.
إن المستوى الهابط الذي وصل إليه الإعلام في بعض الدول من حولنا يجعلنا نؤكد ما قاله الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، فالإعلام مسؤولية وأمانة، والإعلام العربي وللأسف الشديد تتغلغل فيه الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وتتسلل إليه الأموال القذرة التي حولت الإعلام في تلك الدول إلى وسائل للابتزاز، وأدوات للهدم وأبواق للفتنة، ومنصات للأخبار الكاذبة.
لذا، فإن دور الإعلام مهم في التنمية، وفي البناء والتقدم في هذه المنطقة العربية وفي الوقت نفسه مهم في محاربة التطرّف والإرهاب، وكشف الإرهابيين والفاسدين... وتغيير واقع الإعلام العربي لن يكون إلا بيد الشباب العربي، فهم أمل هذه الأمة، وهم أداة التغيير الرئيسة، بما يحملونه من فكر مستنير وطموح كبير وأمل جميل بمستقبل أفضل، بعيداً عن الحسابات الحزبية والأيديولوجية والمادية والمصلحية.
إن طموح الشيخ محمد بن زايد كبير في القيادات الإعلامية العربية الشابة، وفيما يمكن أن يقدموه، فقد قال لهم وبشكل مباشر: نريد أن يكون إعلامنا العربي عند مستوى الطموح والأفضل عالمياً، ونريد شباباً مبتكراً يحمل فكراً إعلامياً عصرياً نابعاً من هويتنا وأصالتنا العربية، ويجسد تطلعاتنا في إعادة بناء معالم الحضارة الإنسانية والفكرية والتنموية في بلداننا العربية.
الأمل في إعلامنا الشاب كبير، لأن تحديات المنطقة كبيرة، والمستقبل يحمل تحديات أكبر وأكثر بكثير، ويفترض أن نكون مستعدين لكل التحديات، سواء كانت في محاربة الإرهاب والتطرف، أو كانت في العمل على بناء وتطوير دولنا ومجتمعاتنا، وخلق أجيال متميزة ومبدعة.
أما الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها، فهي التي أكدها الشيخ محمد بن زايد في لقائه بالأمس، عندما قال للشباب العربي، «إن تعاوننا وتضامننا كعرب وحاجتنا لبعضنا بعضاً هو سبيلنا الفاعل لتجاوز التحديات والتغلب عليها».. أعتقد أن هذه الرسالة الأخيرة وهي المهمة قد وصلت لشبابنا العربي من قادة الإعلام في منطقتنا.