بقلم : محمد الحمادي
العنوان الكبير لقمة مجلس التعاون الخليجي الـ 38 في الكويت بالأمس هو: شكراً صباح، شكراً الكويت، شكراً لكل الشعب الكويتي الذي نجح في عقد هذه القمة الخليجية الاستثنائية في شكلها وفي قالبها، فلم يكن من السهل أن تعقد هذه القمة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها دول مجلس التعاون الخليجي، فالأزمة القطرية أثرت بشكل كبير على العمل الخليجي، وهذه الأزمة كادت تتسبب في عدم انعقاد هذه القمة، ولكن بجهود الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت وبفضل الدبلوماسية الكويتية المتميزة اجتمع الخليجيون أمس في الكويت وعلى طاولة واحدة جلسوا.
الجميع لبى دعوة الشيخ صباح، وإن اختلف وتباين مستوى تمثيل الحضور، إلا أن كل الدول كانت حاضرة، والشعوب لهذا الاجتماع كانت مرتاحة ليس بشكل كامل، ولكن على الأقل تم عقد الاجتماع وخاب أمل كل من راهن على عدم عقد الاجتماع وراهن على نهاية هذا الكيان، وانتهت أحلام التخريب على صخرة حب الكويت وتمسكها بالمجلس.
الشيء المهم والنقطة التي يجب أن نتمسك بها جميعاً بعد انتهاء هذه القمة، والتي استمرت يوماً واحداً فقط هو ما دعا إليه الشيخ صباح الأحمد من ضرورة تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالنزاعات بين الدول المجلس.
يجب أن نكون واقعيين، ولا نظل عاطفيين دائماً، فنحن نعيش في دول مختلفة، وهذه الدول لديها مصالح تشترك مع مصالح دول المجلس في أغلب الأحيان، وقد تتعارض مع مصالح هذه الدول في أحيان أخرى، وهذا الأمر يتطلب وجود آلية واضحة من خلال مجلس التعاون الخليجي تساعد على فض أي نزاع، ووضع آلية لحل أي مشكلة بين دول المجلس، فلا نريد أن تتكرر الحالة القطرية مرة أخرى ولا أن تتفاقم المشكلات، بحيث نضطر أن نعيشها ونعاني منها وتستمر معنا لسنوات، فيكون حلّها صعباً جداً ويستغرق وقتاً طويلاً جداً، ففي مثل هذا التجمع الإقليمي نحن بحاجة إلى آليات وقوانين واضحة تحكمها علاقات الدول وحسن الجوار ومصالح الدول والشعوب.
وربما ما جاء في إعلان الكويت بالأمس لخص حاجة دول مجلس التعاون للأمور المهمة التي يجب أن تتعامل معها في المرحلة المقبلة، فالوضع في المنطقة صعب جداً وخطير والأيام المقبلة قد تحمل تحديات أكثر، وهذه التحديات بحاجة إلى تنسيق خليجي، وعمل خليجي على مستوى أفضل، وبشكل أقوى حتى لا تتأثر دول المنطقة بكل تلك الأخطار والتهديدات، فاليوم ندرك أكثر من أي وقت سبق أن مصيرنا واحد في هذا المجلس وهذه المنطقة، وأن خروج أي دولة عن الصف سيجعلها تخسر الكثير، وسيكون خروجها مؤثراً على بقية الدول وهذا ما لا يمكن قبوله.