بقلم : محمد الحمادي
خلال اليومين الماضيين حضرت منتديين مهمين، الأول كان منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» الذي عقد في مدينة أبوظبي، والآخر «المنتدى الاستراتيجي العربي» والذي عقد في مدينة دبي وكان حول توقعات عام 2018 والمثير للاهتمام هو المشهد بين الفعاليتين.
في منتدى تعزيز السلم تحدث المشاركون عن واقع نعيشه في عالمنا العربي، وهو الإرهاب والتطرف الذي شوّه صورة الإسلام وجعل العالم يخاف الإسلام، ودعا المشاركون إلى نشر ثقافة السلم والتسامح، وطالبوا بإيجاد خارطة طريق لمعالجة ظاهرة الإسلامفوبيا.
أما في دبي وخلال «المنتدى الاستراتيجي العربي» فكان الحديث عن مستقبل هذه المنطقة التي نعيش في العام 2018.. مستقبلها السياسي ومستقبلها الأمني ومستقبلها الاقتصادي.. وعلاقة هذه المنطقة بالعالم، وبلا شك إننا بحاجة إلى أن نتكلم عن هذه المنطقة والمؤثرين فيها مثل روسيا والولايات المتحدة الأميركية والصين وغيرها من دول العالم. اليوم نحن جزء من هذا العالم.
ومن هذين المشهدين المحليين المهمين ننتقل إلى المشهد الذي يرتبط بهما بشكل أو بآخر، وهو موضوع الاعتراف الأميركي بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ، الذي كان حاضراً بقوة في منتدى تعزيز السلم وفي المنتدى الاستراتيجي العربي، وهو الموضوع الأهم الذي يشغل العالم العربي والإسلامي اليوم، حيث تجتمع الدول العربية والإسلامية لمناقشة الموضوع.
فاليوم تعقد القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة اسطنبول والقضية الوحيدة المدرجة على أعمال هذه القمة هي «كيفية الرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس».
والحقيقة أن أي جهد يبذل من أجل حماية القدس ومنع تهويدها سيلاقي الدعم الشعبي والرسمي العربي والإسلامي بل والعالمي أيضاً، وسيرجو الجميع له النجاح، ولكن من المهم جداً والمجتمعون يجلسون على طاولتهم المستديرة غداً ألّا يكتفوا ببيانات الإدانة والاستنكار، فقد استنكرت الشعوب وأدانت وتظاهرت، بل واستشهد العديد من أبناء فلسطين منذ إعلان ترامب هذا القرار الخطير، والمطلوب الآن هو مواقف وقرارات حقيقية، والأهم من ذلك أن لا يُستغل هذا الاجتماع لتحقيق أجندات خاصة، أو من أجل مزايدة دولة على أخرى، فقضية القدس أكبر من أي مصالح وفوق جميع الحسابات، وسيكون مشيناً جداً أن نلاحظ وجود من يستغل هذه القضية ليزايد بها على الآخرين، فالقدس كانت منذ سنوات وستظل محل اهتمام كل عربي ومسلم، فدعم العرب لقضية فلسطين مادياً ومعنوياً لم يتوقف يوماً.
الأزمة في المنطقة كبيرة والتجرؤ على القدس له أسباب كثيرة، منها ضعف العرب وخلافاتهم، والإرهاب الذي انتشر في منطقتنا، وافتقاد الرؤية المستقبلية لقضايانا، لذا لا نريد أن نرى تجاراً في اجتماع اليوم.