قمة عودة القرار العربي

قمة عودة القرار العربي

قمة عودة القرار العربي

 صوت الإمارات -

قمة عودة القرار العربي

بقلم : محمد الحمادي

من المفيد أن يتذكر القادة العرب وهم يجتمعون في الظهران، أن هناك أكثر من ثلاثمائة مليون عربي يترقبون ما ستسفر عنه أعمال القمة، فليس صحيحاً ما يشاع بأن الشعب العربي لا يهتم بهذا الاجتماع السنوي للدول العربية، وما يجعل هذه القمة أكثر إثارة للاهتمام ما تعانيه دول المنطقة من آثار ما يسمى الربيع العربي، وأصبح من الضروري أن يكون للعرب دور في حل أزمات أشقائهم، فلا مبرر مقبولاً لأن يكون العرب خارج نطاق المشاركة في الاجتماعات التي تسعى لحل القضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو الأزمة الليبية أو غيرها، فمصلحة العرب وشعوب المنطقة تحتم المشاركة العربية كطرف أساسي في أي اجتماع يخص أي دولة عربية، وفي اجتماع القمة اليوم من المهم أن يتكلم القادة بوضوح وشفافية، وألا يكرروا أخطاء الماضي التي أدت إلى الفوضى والخراب في عام 2011، فالشعوب العربية ملّت الكلام وترديد الشعارات التي لا يتم تنفيذها، كما سئمت الخلافات الناجمة عن مواقف شخصية للبعض وبعيداً عن مصلحة الأوطان والشعوب.

ويجب أن تدرك القمة العربية التي تعقد بعد أربع وعشرين ساعة من القصف الغربي على النظام السوري، أن القرار العربي كان مفقوداً في هذه الخطوة، ويجب أن تدرك القمة أن هذا الأمر لم يعد مريحاً، ولا بد من تغييره، والتغيير لن يأتي من الغرب، وإنما من الداخل العربي عندما يتجاوز العرب خلافاتهم الشخصية، ويتحلون ببعد النظر، ويكون لهم موقف واضح من قضاياهم، ويتفقون على تحديد أصدقائهم وأعدائهم، حينها سيفرضون على العالم موقعهم في اتخاذ أي قرار يخص منطقتهم.
الاختلاف في وجهات النظر ليس مشكلة، خصوصاً بين الدول، ولكن المشكلة أن يتم التركيز على الاختلاف، وتجاهل كل المصالح وكل نقاط الاتفاق والفائدة، وقمة الظهران فرصة تاريخية للعرب يجب أن يستفيدوا منها، فالمملكة العربية السعودية تبذل جهوداً كبيرة من أجل الأمة العربية وتضع كل إمكاناتها لمصلحة أمن واستقرار المنطقة، والكل يشهد على دورها، إلى جانب الإمارات في الوقوف مع مصر أثناء ما يسمى الربيع العربي وإنقاذها مصر من مصير مجهول، وكذلك بعد التغلغل الإيراني في اليمن أعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز إطلاق عاصفة الحزم لدحر الطامع الإيراني وأتباعه من الحوثيين، وذلك من أجل إعادة الشرعية إلى اليمن.

المملكة تحملت دورها العربي، وفي الوقت الذي تطلق فيه ميليشيات الحوثي صواريخ الفشل والهزيمة على مدن المملكة، فإن القيادة السعودية تتحرك في كل اتجاه لدعم ومساندة الدول العربية، ووجود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الشاب يجعل تحرك المملكة أكثر سرعة وسهولة وديناميكية، وبالتالي تكون الصراحة والوضوح والشفافية في اجتماع اليوم أمراً مفيداً ليس فقط لمن يجلس في قاعة الاجتماع، وإنما لكل عربي.

نجاح هذه القمة في استعادة القرار العربي في ظل التعنت الإسرائيلي والاستعلاء الإيراني أصبح أمراً ضرورياً، وقبل ذلك والأهم من ذلك في ظل رغبة الشعوب في أن يعود القرار العربي ويكون مؤثراً وفاعلاً، خصوصاً فيما يخص العرب وقضاياهم ومصالحهم.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة عودة القرار العربي قمة عودة القرار العربي



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء

GMT 11:49 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

بلدية العين تنفذ حملات تفتيشية على 35 مقبرة

GMT 21:50 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

جينيف سماء ملبدة بغيوم الحنين والبهجة

GMT 22:54 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"سامسونغ" تُطلق ذراع تحكم بالألعاب لهواتف أندرويد

GMT 10:58 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

"كلاكيت" رواية جديدة للكاتب محمد عبد الرازق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates