بقلم :محمد الحمادي
في مثل هذا اليوم قبل أربعة عشر عاماً، رحل عنا الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، رحل جسده، ولكن روحه لا تزال بيننا ومعنا لم تفارقنا لحظة، وذكره بين أبناء الإمارات باقٍ لم يغب ساعة، وذكره عند الآخرين بالخير مستمر، ونحن نعيش ذكرى رحيل الشيخ زايد نتذكر مآثره وأعماله الخالدة وإنجازاته التي حققها في وقت قياسي، وعلى رأسها دولة الاتحاد، هذا المشروع العربي الضخم الذي نضاهي ونباهي به الأمم، وهو الإنجاز الذي أصر على المحافظة عليه من جاؤوا من بعده، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي حمل الأمانة، وسار بها إلى الأمام، وأخذ الإمارات إلى العلا، فشعر الجميع بأن الشيخ زايد لم يمت، وإن كان قد فارق الأرض، إلا أنه باقٍ وإلى الأبد.
عندما تمر علينا هذه الذكرى، ندرك قدر الرجل الذي ترك البلاد وكيف أنه كان نورها وزينتها وضياءها، وهذا ما يدركه قادة الإمارات، وبالتالي يسيرون على النهج الذي رسمه الشيخ زايد، فرحمه الله، كان إنساناً يحب البشر بمختلف أطيافهم وأجناسهم وألوانهم وأصولهم، فوصل خيره للقريب والبعيد في الوقت نفسه، لذا عندما احتفلنا بعام زايد في هذا العام شاركنا فيه الجميع، وطلب مواطنون من دول شقيقة وصديقة المشاركة في هذا العام، مساهمة منهم في رد الجميل والعرفان لرجل كان له تأثير في حياتهم، فأصبح العام ذا طابع عالمي وليس إماراتياً ومحلياً فقط.. لأن زايد أصبح في قلوب الملايين، كما قال الشيخ محمد بن زايد في تغريدته أمس «منذ البدايات.. آمن الراحل الكبير زايد.. إن حب الخير ونهج العطاء أمانة ورسالة إنسانية.. عبر بها بحكمته حدود وطنه.. إلى شتى بقاع العالم ليحدث التغيير في حياة الآخرين.. فكسب بذلك قلوب الملايين.. نفتخر بأننا أبناء ذلك القائد الملهم.. زايد الخير.. طيب الله ثراه».
ونردد ما قاله الشيخ محمد بن راشد في تغريدته أمس «بوركت حيّاً وميتاً يا أبانا.. بوركت حاضراً وغائباً يا أصل الخير ورائده وسيده يا زايد الخير نم قرير العين بعد التعب.. يا أبي الأكبر من بعد أبي».
أما دورنا كمواطنين في هذا العام وفي هذه المناسبة الجليلة، فهو أن نتعاهد على أن نحافظ على نهج الشيخ زايد، وأن نواصل العمل من أجل الإمارات ودولة الاتحاد وقيادة هذا الوطن الذين يحملون بكل إخلاص رسالة زايد وحلم زايد ويسيرون على نهجه كما يحب، رحمه الله.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد