بقلم : محمد الحمادي
الإمارات والمملكة العربية السعودية بلدان يعملان بصمت وعينهما على المستقبل البعيد، يخططان بهدوء لتحقيق أهداف عملاقة، ويدرك البلدان أن تعاونهما الاستراتيجي يساعدهما على تحقيق الإنجازات وحماية المكتسبات، لذا فإن رؤية قيادتي البلدين واضحة جداً وما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، أثناء وجوده في جدة «لدينا فرصة تاريخية لخلق نموذج تكامل عربي استثنائي» يعكس مدى إصرار البلدين على تحقيق إنجاز حقيقي يعتمد بشكل واضح على اقتصاد قوي وعلى موارد بشرية متميزة وكوادر من شباب المتعلم والطموح.
في السعودية والإمارات رجال شحذوا الهمم وأعلنوا العزم على الإنجاز والانطلاق إلى الأمام نحو مستقبل الأوطان، لذا فإن البلدين في اجتماع يوم أمس حدّدا مدة لتحقيق الأهداف وتنفيذ المشاريع وهي ستون شهراً لأربعة وأربعين مشروعاً في قطاعات الدفاع والطاقة والمياه والكهرباء والنفط والغاز والمصارف والاستثمارات الخارجية، كما أعلن البلدان عن تأسيس صندوقين للاستثمار، وأطلقا خدمات وحلولاً إسكانية وأسسا شركة للاستثمار الزراعي.
كل هذه الخطوات والقرارات، التي تقوي علاقة البلدين بلا شك، تخدم دول المنطقة وتخدم مجلس التعاون الخليجي، فوجود نموذج تكاملي قوي بين بلدين عربيين بلا شك يفيد الجميع، وما يميز البلدين أن لديهما رؤية واحدة مشتركة، ويحملان الهموم نفسها ويتشاركان التحديات نفسها، لا يختلفان على القضايا الكبرى، وهذه المرحلة التي وصلت إليها علاقة البلدين نادراً ما تحدث، وما كانت لتستمر لولا الثقة الكبيرة المتبادلة بين قيادتي وشعبي البلدين وإيمان البلدين بالقضايا المهمة وشعورهما بحجم المسؤولية الملقاة عليهما تجاه شعبيهما وتجاه شعوب المنطقة، والسعودية والإمارات لم تتأخرا يوماً عن مساعدة أي بلد عربي شقيق وما تقومان به في اليمن ضمن التحالف العربي أكبر دليل على أن رجال العزم لا يثنيهم شيء، شجعان في أرض المعركة ومبدعون في ميادين العمل، وذلك بفضل توجيهات قيادتي البلدين، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اللذين يسيران بالبلدين إلى المستقبل الذي يتمناه أي مواطن يعيش في بلده ويحققان لشعبيهما ما يتطلعان إليه من أحلام وأمنيات، واستراتيجية العزم التي تم الإعلان عنها بين البلدين والتي عملت عليها فرق عمل كبيرة من البلدين وكبار المسؤولين فيها بلا شك ستكون الأداة التي تحقق أهداف ورؤية البلدين والشعبين الشقيقين.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد