بقلم - ميرفت سيوفي
فيما تنشغل الدول في إتمام تلقيح مواطنيها في مواجهة كورونا، مع بعض الأخبار عن اجتياح المتمحور البريطاني 70 بالمئة من بلدان العالم والمتمحور الجنوب أفريقي 30 بالمئة ممّا تبقّى من بلدانه، إلّا أنّ بعض أخبار كورونا إن صحّت قد تكون سارّة عن تلاشي هذا المتمحور خلال شهرين بسبب ضعف في مواجهته للجهاز المناعي في جسم الإنسان، في هذا الوقت كان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حاضراً على شاشات العالم يشكّل فريق حكمه خلال السنوات الأربع المقبلة، فهل سيترتّب على اللبنانيّين أن ينتظروا سنوات أربع أخرى بعدما أضاع دونالد ترامب السنوات الأربع الماضية بصراخ لم يوصل العالم إلى مكان!!
لا يحتمل لبنان ولا المنطقة “برودة” قلب السياسة الأميركيّة، المنطقة تحاول أن تحمي نفسها بإسرائيل، أمّا لبنان فيعيش بالرّغم من كلّ مآسي انهياره مواجهة حقيقيّة بعدما نجحت إيران في السيطرة التي لا تكلّ ولا تملّ من عزمها في القبض عليه، وما تعيشه المنطقة اليوم من شلل وعجزٍ عن إيجاد حلول ومن مآسٍ تسبّبت فيها إيران في العراق واليمن ولبنان وسوريا كلّها هي نتيجة التغاضي الأميركي والأوروبي عن العبث الإيراني بمصير دولٍ بإمّها وأبيها وشعوبها منذ ثمانينات القرن الماضي! ويُدرك اللبنانيون أنّ القلق الأميركي تجاه حزب الله وإيران أيضاً لا يُسمن ولا يُغني من جوع، هذا “الموّال” لا يُغيّر حرفاً في القدر اللبناني الذي تكتبه إيران منذ العام 2006 ولا تزال!
في لبنان لا يزال الفرقاء السياسيّون يعبثون بلعبة التعاند، آخر صرعاتها السخيفة إعلان الرّغبة للتمديد لرئيس يكاد يشارف على عامه التّسعين، وهكذا يجري تمرير الوقت بصراعات هامشيّة وجديده فلتان ليلي في مدينة طرابلس ومن يفتعله ليسوا من أهلها بشهادة أهلها، وهكذا يجري استنفاد ما تبقّى من طاقة الشعب اللبناني على الاستمرار، والخروج من دائرة اليأس والإحباط من لبنان ودولته وسياسيّيه، الدويلات تتالت على دولتنا وسلبتها هيبتها وقدرتها، وأننا نعيش في وطن أسهل الأمور فيه إشعال “فتن” متنقّلة، وانّ مصيرنا كشعب وكوطن ليس تحت قبة البرلمان، وليس في السراي الحكومة وليس على طاولة حوار في أي مكان انعقدت، مصير لبنان رهنٌ بالعقدة الإيرانية التي لا حلّ لها حتى السّاعة وإن اجتمعت دول العالم لتجد هذا الحلّ!
وفي الوقت الذي “تتمختر” فيه قاذفات الـ B52 في سماء المنطقة في رسائل هوائية من فوق لإيران، التي على الأرض تفعل فعلها في رسائلها صواريخ فوق الرياض العاصمة السعوية تفجيرات إنتحاريّة في العراق وحزب الله يعمل انطلاقاً من لبنان في كلّ أرجاء المنطقة، عشرات المرات هددت إيران وحذّرت وهي في تهديدها تقول الحقيقة، واحدة من هذه المرّات كانت في أيلول العام 2017 أكد العميد فرهاد إسماعيلي قائد مقرّ “خاتم الانبياء” للدّفاع الجوي الإيراني، توفر الاستعداد لنشر القوات ومنظومات الدفاع الجوي في دول جبهة المقاومة، وتنفيذ ذلك فيما لو صدر الإيعاز من المرشد الإيراني علي الخامنئي، ولا يوجد عاقل إلا وتابع ما فعله حزب الله لتأسيس قواعد صواريخ في جبهة الجولان، مع أحاديثه الدائمة وتهديداته بترسانة صواريخه في لبنان
السؤال الذي لا يعرف أحد إجابته، حتى ولا الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه المنشغل بالتحذير من التهديد الصيني أكثر بكثير من قلقه على المنطقة، جو بايدن نفسه لا يعرف ما تخفيه إيران من أوراق ولا من جبهات ولا من موقع ستفاوض وعلى حساب من ستكون نتيجة هذه المفاوضات، في وقت تحدّث فيه بالأمس الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين من اندلاع حرب عالمية ثالثة ثم استبعد وقوعها لأنّها ستتسبّب بفناء البشريّة، أم سيتكفّل كورونا بذلك نيابة عنها، من يعلم؟!