انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة... ومنع التّعطيل

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة... ومنع التّعطيل

 صوت الإمارات -

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل

بقلم - خيرالله خيرالله

لم يكن قرار حل البرلمان وتحديد موعد لانتخابات كويتية في التاسع والعشرين من أيلول (سبتمبر) (الخميس) منفصلاً عن الخطوات التدريجية، لقيادة قررت اعتماد نهج جديد يختصر مسافات العبور إلى مستقبل افضل.

بعد رحيل الأمير الشيخ صباح الأحمد، كانت الكويت وما زالت أمام جملة استحقاقات داخلية وخارجية. استطاعت القيادة الجديدة ممثلة بالأمير الشيخ نواف الأحمد وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد تحقيق خطوات واضحة في إطار مواجهة هذه الاستحقاقات، منها الدور الكبير الذي لعبته لحل الخلاف الخليجي، واستمرار حض إيران على انتهاج سياسة تستند إلى الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، إضافة إلى رسائل الكويت البيضاء في ما يتعلق بالأوضاع في العراق ولبنان واليمن وغيرها.


داخلياً، وضع ولي عهد الكويت إصبعه على الجرح منذ اللحظة الأولى لتسلمه مهماته، وهو الجامع بين دوره الدائم في بيت الحكم ومواكبته لمرحلة الأميرين الراحلين جابر الأحمد وصباح الأحمد من جهة، وبين خبرته الإدارية الكبيرة التي اكتسبها من تنقله في مختلف المناصب التي تبوأها، وترك فيها بصمة ثابتة من جهة أخرى.

أدرك الشيخ مشعل أن حالة عدم الاستقرار بين مجلس الأمة والحكومة نتيجة وليست سبباً، وأن انحراف عدد كبير من أعضاء البرلمان عن أداء دورهم في التشريع والرقابة يعود إلى تجاهل الضوابط الدستورية من جهة، ولمسؤولية الناخب في اختيار من يمثل الأمة من جهة أخرى. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحكومة التي تحولت في فترات كثيرة من سلطة تنفيذية إلى كيان مكبل بالتسويات مع البرلمان، ولو على حساب الإنتاجية المطلوبة. ولذلك كانت هاتان النقطتان جوهر خطاب حل مجلس الأمّة (البرلمان) الذي ألقاه الشيخ مشعل نيابة عن أمير البلاد، وحض فيه الناخبين على اختيار الأفضل للمقاعد البرلمانية.

قبل خطاب الحل وبعده، تعيش الكويت حالة غير مسبوقة في موضوع تنظيم الإدارة من أجل إدارة أفضل للسلطة والثروة. تظهر الكفاءة والشفافية والنزاهة والرقابة والمحاسبة كعناوين أساسية لعملية التنظيم. لم يعد هناك قيادي فوق القانون أو قيادي لا يُمس أو قيادي مدعوم، بل تم تطبيق القوانين على الجميع بمسطرة واحدة من أجل تجديد الدماء.

إضافة إلى ذلك كلّه، لم تعد هناك محرمات في مواضيع معالجة الفساد. القانون طبق على الجميع، سواء أكانوا من أبناء الأسرة الحاكمة أم من خارجها.

من هذا المنطلق، إن الانتخابات التي تعيشها الكويت اليوم ليست منفصلة عن السياق العام لرؤية القيادة الكويتية. طبعاً لن تكون النتائج عصا سحرية وتنقل العمل البرلماني من مكان إلى آخر بسرعة، كما أنها لن تحد من استمرار السجالات بين المجلس والحكومة، لكنها يمكن، في ظل المعطيات العامة، أن تؤسس لمرحلة قادمة تترسخ فيها الضوابط الدستورية أكثر بالنسبة إلى عمل النائب، وتساعد في بناء رأي عام مختلف يوصل إلى قاعة عبد الله السالم حملة برامج لا أصحاب حملات شخصية وانتخابية مبرمجة.

تحت مظلة العهد الجديد، تعيش الكويت أجواء ديموقراطية في ظل الاستقرار الذي يؤكد الشيخ مشعل الأحمد أنه خط أحمر. ومع احتمال عودة السياسي المخضرم أحمد السعدون إلى رئاسة البرلمان، ستتغير طبيعة التوزيع الداخلي للمجلس، فالمعارضة، في جزء كبير منها، صارت موالاة بحكم أن السلطة تتقدم عليها في طرح القضايا الوطنية والشعبية ومعالجتها. من بين هذه القضايا، محاربة الفساد والتطوير الإداري وتفعيل التنمية والاهتمام بالخدمات العامة وقطاعات الإسكان والصحة والتعليم وغيرها. لكنّ جزءاً من المعارضة ما زال يعمل لتنفيذ أجندة خاصة تتضمن مشاريع، بعضها قابل للتحقيق وبعضها سيصطدم بـ"فيتو" الحكم.

يبقى أن التيارات الإسلامية بمختلف توجهاتها تسعى إلى حصد مقاعد على حساب الليبراليين والنساء، وقد افتتح بعض هؤلاء الحملة بإلزام المرشحين التوقيع على "وثيقة القيم" التي تتضمن بنوداً متشددة اجتماعياً، مثل الفصل بين الجنسين ومنع الحفلات وخلافه، وهي الوثيقة التي اعتبرها ليبراليون "قندهارية"، نسبة إلى قندهار مع ما يعنيه ذلك من قيم تسعى حركة متزمتة مثل "طالبان" إلى الترويج لها وتطبيقها على الأرض في أفغانستان.

مع ذلك، هي الحيوية الكويتية التي تستوعب كل التناقضات في ظل قيادة مصممة على التغيير واللحاق بركب التطور الذي شهدته الدول المجاورة للكويت. وهذه الحيوية الممسوكة من "فوق" بمعياري "الرؤية والحزم" قادرة على مواكبة التغيير، لأن في الكويت قيادة قررت أن "يمشي البلد" ولا يتعطل برمّته في دائرة الصراع بين حكومة وبرلمان… فلتكن انتخابات تحافظ على الحيوية الانتخابية وترسخ الديموقراطية، لكن كجزء توافقي غير تعطيلي وفوضوي... مع استمرار المسار العام للتنمية في مختلف القطاعات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل انتخابات كويتيّة لترسيخ الدّيموقراطيّة ومنع التّعطيل



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates