هل إيران مع تنفيذ القرار 1701

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701؟

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701؟

 صوت الإمارات -

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701

بقلم - خير الله خير الله

كان القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم االمتحدة في أغسطس من العام 2006، قراراً جيّداً ومتكاملاً. كان فرصة ضائعة للبنان. صار البلد، في 2024، في مكان آخر يحتاج إلى مقاربة مختلفة في ضوء وجود كلّ هذا العدد من النازحين خارج بيوتهم من جهة وفي ضوء إقامة إسرائيل شريطاً عازلاً داخل الأراضي اللبنانية على طول «الخط الأزرق» من جهة أخرى.

أمضى لبنان 18 عاماً يتفرّج على القرار الذي رفض «حزب الله» تنفيذ أي بند من بنوده، من دون اعتراض إسرائيل على ذلك. صار لبنان الآن مؤيداً للقرار ويعتبره سلاحه في كلّ معاركه الديبلوماسيّة. لا يطرح المسؤولون في البلد على نفسهم سؤالاً واحداً: لماذا هذه الاستفاقة المتأخرة على قرار تجاوزته الأحداث، مثلما تجاوزت اتفاق الهدنة مع إسرائيل، وهو اتفاق تم التوصل إليه في العام 1949 من القرن الماضي؟ قد يكون هناك سؤال أهمّ: هل تؤيد إيران تنفيذ القرار 1701؟

من إيجابيات الـ1701، استناده إلى القرارات الأخرى الصادرة عن مجلس الأمن في ما يخص لبنان، بما في ذلك القرار 1559 الذي لا يريد لبنان الرسمي السماع به كونه يثير حساسيّة، ليس بعدها حساسيّة، لدى «حزب الله» وبالتالي لدى «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران التي أخذت على عاتقها ابقاء الحزب حيّاً يرزق بعد الضربات القوية التي تلقاها من إسرائيل. من حسنات القرار أيضاً تحديد منطقة عمليات في جنوب لبنان لا وجود فيها، أو هكذا يفترض، لسلاح غير سلاح الجيش اللبناني وأفراد القوة الدولية المعزّزة (يونيفيل).

يبدأ التعاطي مع الواقع بالتساؤل، هل لبنان قادر على تنفيذ القرار 1701 بكل بنوده أوّ لا؟ الجواب أن الحاجة أكثر من أي وقت إلى ضوء أخضر إيراني لذلك بعدما وضع «الحرس الثوري» يده كلّيا على «حزب الله». جرت عملية وضع اليد الإيرانيّة الكاملة على الحزب بعد الذي فعلته إسرائيل به وبمؤسساته كلّها من دون استثناء... وبعدما تبيّن أنّها تعرف كلّ شاردة وواردة عن بنيته وعن كلّ عضو فيه وعن مؤسساته المالية وكلّ من هو على لائحة الرواتب التي يدفعها الحزب شهرياً. الخلاصة أنّ الضوء الأخضر الإيراني مستحيل. هذا يجعل الـ1701 قراراً مرتبطاً بإرادة غير لبنانيّة.

الأهمّ من ذلك كلّه، أن الأحداث التي بدأت في الثامن أكتوبر 2023، عندما قرّر الأمين العام الراحل للحزب (حسن نصرالله) ربط مصير لبنان بمصير غزّة، غيّرت في العمق أشياء كثيرة على الأرض. غيّرت خصوصاً جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبيّة. بعد التغيير الذي حدث في جنوب لبنان والتدمير الإسرائيلي الممنهج للقرى على طول «الخط الأزرق»، وهو تدمير شبه كامل لهذه القرى، بات من الأجدر مطالبة لبنان المجتمع الدولي بتنفيذ القرار الرقم 425 الصارد في مارس 1978 والذي سبق لإسرائيل تنفيذه في مايو من العام 2000 في عهد حكومة إيهود باراك. بموجب القرار 425، الذي احتاجت إسرائيل إلى 22 عاماً لتنفيذه، كان على الدولة العبريّة الانسحاب من شريط حدودي أقامته في جنوب لبنان... وصولاً إلى «الخط الأزرق». يشبه ذلك الشريط، ذلك الذي أقامته حالياً والذي تسعى إلى توسيعه.

أكثر من أي وقت، ثمة حاجة إلى قيادة سياسيّة مختلفة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهوريّة يعرف المنطقة والعالم ويعرف خصوصاً كيف المساعدة في تشكيل حكومة جديدة في مستوى المأساة اللبنانيّة بفصولها المختلفة.

مرّة أخرى، تفرض الأحداث الأخيرة، خصوصاً عملية التدمير التي تمارسها إسرائيل التي تستهدف توسيع الشريط الحدودي إلى نهر الأولي وتدمير كلّ ما له علاقة بالدورة الاقتصادية في جنوب لبنان، مقاربة مختلفة للواقع.

لا تفيد المقاومة التي يبديها «حزب الله» في مناطق جنوبيّة معيّنة في شيء بغض النظر عن مقتل عسكريين إسرائيليين يومياً. بقي الحزب، لأسباب إيرانيّة، أم لم يبق. في النهاية، من يعيد النازحين من أهل الجنوب إلى بيوتهم وقراهم، بما في ذلك القرى التي دمرت عن بكرة أبيها، على طريقة تدمير إسرائيل لغزّة. أليس لافتاً ذلك التركيز الإسرائيلي على صور والنبطية تحديداً وعلى حارة صيدا؟

هذا وقت المواقف الشجاعة. الاعتراف بالهزيمة شجاعة. الإقدام على كل ما هو مطلوب من لبنان كي تعود الناس إلى بيوتها شجاعة في مواجهة وضع لا يتوجب فيه على لبنان فصل نفسه عن غزّة فحسب، بل عليه أيضاً فصل نفسه عن الحسابات الإيرانيّة أيضاً.

تعني الشجاعة كسر المحرمات والذهاب بعيداً، عبر مفاوضات غير مباشرة، في اتجاه معرفة الشروط الإسرائيلية المطلوبة من أجل عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم. يحتاج الأمر أيضاً إلى شجاعة من نوع آخر تتمثل في وضع خريطة طريق واضحة تجعل من الممكن إعادة ما تهدّم وتوفير الضمانات العربيّة والدوليّة المطلوبة كي يكون هناك سلام دائم في جنوب لبنان وكي لا تعود الضاحية الجنوبيّة مصدر قلق لأي دولة عربيّة. ليس سرّاً أن «حزب الله» جعل من الضاحية ملاذاً للحوثيين في اليمن وكلّ من يمارس نشاطاً معادياً لهذه الدولة الخليجية العربيّة أو تلك.

هل كثير على لبنان أن يستعيد أخيراً موقعه العربي بدل أن يكون ضحيّة أخرى للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل وأحد بدائل المواجهة المباشرة بينهما؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701 هل إيران مع تنفيذ القرار 1701



GMT 00:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل... القضاء على «الأونروا» بعد «حماس»

GMT 00:37 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الجبل السحري

GMT 00:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هروب “الزمن الجميل”!

GMT 00:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن الأفكار والنساء والمقاومات

GMT 00:19 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الكل متأخر... سيدي!

GMT 00:19 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس الأزمة الأوكرانية... أميركياً و«شرق أوسطياً»!

GMT 00:18 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شوارب عراقيين

GMT 00:17 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تشرق الشمس لأجلها!

GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates