العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة
آخر تحديث 21:49:02 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 12 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة!

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة!

 صوت الإمارات -

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة

بقلم : خيرالله خيرالله

 

لا يمكن المرور مرور الكرام على تشكيل “لجان فنّية” بين تركيا وإسرائيل من أجل تخفيف حدّة التوتّر بينهما في سوريا. اعتمدت إسرائيل في الفترة الأخيرة لحظة تصعيدية في التعاطي مع الوجود التركي في سوريا، خصوصاً بعدما باشرت أنقرة تحرّكات يُفهم منها أنّها تنوي إقامة قواعد عسكريّة في هذا البلد العربي ذي الأكثريّة السنّيّة والتركيبة المتنوّعة.

من الواضح أنّ التفاهمات التي يمكن أن تحصل بين تركيا وإسرائيل مرتبطة بالكلام الإيجابي الذي صدر عن الرئيس دونالد ترامب تجاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. حصل ذلك في أثناء استقبال ترامب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنّه فهم الرسالة الرئاسية الأميركية التي فحواها أنّه مطلوب ترطيب الأجواء مع تركيا.

لم يبخل ترامب بالإشادات ذات الطابع الشخصي بإردوغان. ذهب إلى حدّ تهنئته على إحداث التغيير الذي شهدته سوريا، وهو تغيير متمثّل في زوال الحكم العلويّ للمرّة الأولى منذ عام 1966 عندما استولى الضابطان صلاح جديد وحافظ الأسد على السلطة. كلّما مرّ يوم يتبيّن كم أنّ هذا التغيير مهمّ على صعيد المنطقة كلّها، خصوصاً أنّه وجّه ضربة قويّة للمشروع التوسّعي الإيراني الذي اعتمد على “الهلال الشيعي” الذي يربط طهران ببيروت مروراً ببغداد ودمشق.

ستساعد التهدئة بين سوريا وتركيا في مزيد من العزل لإيران التي دخلت مفاوضاتٍ مع الولايات المتحدة عن طريق سلطنة عُمان دفاعاً عن نظامها. أكثر من ذلك، يأتي تخفيف حدّة التشنّج بين تركيا وإسرائيل في وقت لا يزال الوضع اللبناني مثيراً للاهتمام والقلق إلى حدّ كبير وبشكل متزايد، خصوصاً أنّ إيران لم تقتنع بعد بأن لا مستقبل لـ”الحزب” وسلاحه في ضوء فقدانها سوريا. يثير الوضع اللبناني الاهتمام والقلق من زاوية احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية وما ينطوي عليه ذلك من احتمالات حصول تصعيد عسكري من جهة، والوضع غير المستقرّ على طول الحدود اللبنانية – السورية من جهة أخرى.
لا يمكن المرور مرور الكرام على تشكيل “لجان فنّية” بين تركيا وإسرائيل من أجل تخفيف حدّة التوتّر بينهما في سوريا

سوريا تغيّرت جذريّاً

لا يزال هناك، بكلّ أسف، رهان إيراني على بقاء سوريا معبراً إلى لبنان، علماً أنّ هذا الموضوع صار محسوماً. صار محسوماً بعدما خرجت سوريا من “الهلال الشيعي” نهائيّاً، وهذا ما ترفض “الجمهورية الإسلاميّة” أخذ العلم به وبالنتائج المترتّبة عليه. هل يقنعها التطوّر الذي طرأ على العلاقات التركيّة – الإسرائيلية بأن لا خيار أمام “الجمهوريّة الإسلاميّة” غير التخلّي عن أوهامها اللبنانية والسوريّة في آن؟

عاجلاً أم آجلاً، ستكتشف إيران أنّ التغيير الذي حصل في سوريا من النوع الذي لا عودة عنه، وذلك بغضّ النظر عن بقاء أحمد الشرع وفريقه في السلطة أو عدم بقائه.

في خريف عام 1970، استولى حافظ الأسد على السلطة وتفرّد بها. كان هدفه الدائم وضع اليد على لبنان تحت شعار “شعب واحد في بلدين”.  في الواقع، لعب الأسد دوراً كبيراً في تفجير لبنان منذ ما قبل ذلك اليوم المشؤوم، في 13 نيسان 1975. أشعل حافظ الأسد الوضع في لبنان عن طريق إغراقه بالسلاح. قبل عام 1975، سلّح الفلسطينيين وسلّح ميليشيات مسيحية معادية للمنظّمات الفلسطينية التي لم يكن لديها من هدف سوى نشر الفوضى في كلّ لبنان. عمل كلّ ما يستطيع من أجل تبرير الحاجة إلى سيطرة الجيش السوري على الأراضي اللبنانية بحجّة حماية المسيحيين أحياناً وضبط المنظّمات الفلسطينية المسلّحة في أحيان أخرى. نجح في ذلك عبر وزير الخارجية الأميركي هنري كسينجر الذي حصل على ضوء إسرائيلي سمح بدخول الجيش السوري لبنان في عام 1976.

من يُقنع إيران التي أرسلت الدفعة الأولى من “الحرس الثوري” إلى لبنان بواسطة حافظ الأسد في أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف عام 1982 بأنّ سوريا تغيّرت، بل تغيّرت جذريّاً؟
عاجلاً أم آجلاً، ستكتشف إيران أنّ التغيير الذي حصل في سوريا من النوع الذي لا عودة عنه، وذلك بغضّ النظر عن بقاء أحمد الشرع وفريقه في السلطة أو عدم بقائه

صيغة للتّعايش

تغيّرت سوريا إلى درجة أنّها صارت ساحة لصراع تركي – إسرائيلي تريد الولايات المتحدة الحؤول دون تفاقمه. دخلت سوريا ومعها لبنان مرحلة جديدة مختلفة عن الماضي. تطرح هذه المرحلة أسئلة عدّة الثابت فيها أمر واحد وحيد هو أن لا عودة إلى الهيمنة الإيرانية على لبنان وسوريا. هذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة التي شهدها الساحل السوري في السابع والثامن من آذار الماضي.

إذا كان من درس يمكن استخلاصه من هذه الأحداث، التي شهدت تمرّداً علويّاً قُمِع بقسوة، فهو درس على إيران التعلّم منه. فحوى الدرس أن لا عودة لـ”الحرس الثوري” إلى سوريا من جهة، وأنّ مستقبل سوريا رهن بإيجاد صيغة تعايش بين تركيا وإسرائيل… وإن برعاية أميركيّة. لن تقبل إسرائيل بأيّ شكل حلول تركيا مكان إيران في سوريا. لا بدّ من الآن طرح أسئلة تتعلّق بمستقبل العلاقة التركية – الإسرائيلية وإمكان تفادي صدام بين الجانبين في سوريا نفسها، وهو صدام ستكون له من دون شكّ انعكاسات سلبية على لبنان. يبدو أنّ إدارة ترامب باتت تعي أبعاد أيّ صدام تركي – إسرائيلي في سوريا وانعكاساته على المنطقة كلّها، بما في ذلك لبنان، البلد المغلوب على أمره.

من المفيد مراقبة المسؤولين اللبنانيين، على كلّ المستويات، لِما يدور في سوريا. من المفيد أكثر العمل على جعل كلّ من يعنيه الأمر، خصوصاً ما بقي من “الحزب” وبعض الرموز الشيعية التي تعاونت مع “الحزب”، استيعاب أن لا عودة لإيران إلى سوريا ولا إلى لبنان. إضافة إلى ذلك كلّه، من المفيد مراقبة تطوّر العلاقة التركيّة – الإسرائيلية في وقت ليس أمام إسرائيل سوى التعاطي مع الاعتراف بوجود علاقة في العمق بين الحكم السوري الجديد وتركيا. كيف ستنظّم إدارة ترامب العلاقة بين الجانبين؟ هذا السؤال بين أسئلة كثيرة تطرحها مرحلة ما بعد خروج إيران من سوريا… ومن لبنان أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة العلاقة التّركيّة – الإسرائيليّة… برعاية أميركيّة



GMT 03:07 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

أبعد من تحقيق مع خليفة... أحمد جبريل

GMT 03:04 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

دخان ترمب

GMT 03:04 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

ترمب... حقاً زيارة غير عادية

GMT 03:03 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

ترمب ومواعيد الرياض

GMT 03:02 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الأهمّ من اسم الخليج العربي

GMT 03:02 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

ترميم الحقيقة في زمن «ما بعد الحقيقة»

GMT 03:01 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

نشاط سينمائي عربي على «الريفييرا»

GMT 03:00 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

«الحُبُّ» يسقطُ.... فى أرض السلام و«الحب»!!!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 12:06 2013 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" لطه حسين

GMT 04:55 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

نظارات شمسية أنيقة وجديدة للرجل العصري

GMT 13:02 2014 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

65% من المنتخبين في الولايات المتحدة هم رجال بيض

GMT 20:21 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي» يوسّع شبكة شركائه

GMT 02:08 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

محمد عاطف يتعاون مع مصطفى كامل في 3 أغاني

GMT 11:24 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

معتز هوساوي يعود إلي تدريبات أهلي جدة السعودي

GMT 23:25 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

مدرب الهلال سعيد بالتعاقد مع هتان باهبري

GMT 18:26 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

750 مليون دولار صكوك لـ "أبوظبي الأول"

GMT 07:57 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

كيكة بركان الشيكولاة

GMT 03:36 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ننشر أسماء الفائزين في منافسات كأس "المصري للرماية"

GMT 23:07 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الشرطة البريطانية تعتقل رجلًا داخل حرم البرلمان في وستمنستر

GMT 17:37 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

علماء إسبانيون يُوضِّحون مفتاح تجنّب الوفاة المُبكّرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates