يصادف اليوم، الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، وهو اليوم الذي اختاره العالم للاحتفاء بمنجزات المرأة.
وعلى الرغم من أن كثيراً من دول العالم قد خصص يوماً خاصاً لتسليط الضوء على المرأة في مجتمعاتها، فإن الثامن من مارس سيظل اليوم الذي تجتمع فيه كل دول العالم لتسليط الضوء على نصف المجتمع، وعلى الدور الذي تلعبه المرأة في التنمية وتطور المجتمع.
وهذا العام، ودولة الإمارات تحتفي بالذكرى الخمسين للاتحاد، حققت المرأة الإماراتية قفزات مهمة تستحق أن تروى وتسجل وتحفظ للأجيال القادمة. فخلال خمسة عقود فقط من عمر الدولة، حققت الإمارات طفرة كبيرة في مجال تمكين المرأة رفعتها إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث لا يمضى يوم دون أن تثبت المرأة الإماراتية جدارتها لتولي المناصب القيادية في القطاعات كافة.
وقد أكدت المؤشرات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير البنك الدولي أن الإماراتية حققت مراكز متقدمة في التمكين المجتمعي نتيجة دعم القيادة الرشيدة لها، حيث أشاد التقرير بالقفزة النوعية التي حققتها المرأة الإماراتية، إذ حققت ما نسبته 82 نقطة من إجمالي 100 نقطة في مؤشرات التمكين.
ويجدر بنا التنويه هنا إلى دور «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين» الذي يرجع الفضل له في مراجعة القوانين والسياسات العامة التي تعزز من مكانة ودور المرأة. هذا التمكين يرفع سقف طموح المرأة للمشاركة بصورة أكبر وأوسع في خطط الدولة المستقبلية، الأمر الذي يعطي الإماراتية الريادة على مستوى المنطقة.
ولا شك أن المرأة بشكل عام قد واجهت خلال الفترة الماضية تحديات كبيرة سببتها جائحة «كورونا» التي ضربت العالم أجمع، وأثّرت على جميع مناحي الحياة. ففي كثير من دول العالم، تسببت الجائحة في فقدان الكثيرين لوظائفهم، ورفعت نسبة الفقر في العالم، وأثّرت على مسار التعليم، الأمر الذي وضع الكثير من الأعباء الإضافية على كاهل المرأة، ليس فقط بوصفها مصدر دعم للأسرة، بل بوصفها «الدينامو» الذي لا تسير الحياة إلا بفضله.
لقد وضعت الجائحة معظم النساء أمام تحدٍّ إضافي، ألا وهو الموازنة بين الوظيفة وبين الإشراف على تعليم الأبناء داخل المنزل، الأمر الذي أضاف مسؤوليات جديدة على كاهل المرأة. كما أن الجائحة أثّرت على الاقتصاد، وبالتالي وضعت المرأة أمام اختبار التوازن والترشيد في الموارد المالية. وعليه كانت هذه الفترة اختباراً حقيقياً أظهر معدن المرأة وقدرتها على مواجهة الصعاب والتغلب عليها.
أما فيما يخص المرأة الإماراتية، فقد كانت هذه الفترة، علاوةً على أنها اختبار صعب، فترة أثبتت فيها الإماراتية تصميماً كبيراً وقدرة على مواجهة الصعاب والتأقلم مع المتغيرات كافة. فكما فعلت المرأة الإماراتية قديماً، فإن المعاصِرة أثبتت أنها لا تقل عنها قدرة وتصميماً.
إن يوم المرأة العالمي هذا العام لا شك أنه مختلف. فهو يأتي في ظروف استثنائية ومعقدة فيما يخص المرأة بشكل عام، ولكن طريق المرأة الإماراتية يبدو مغايراً، فهي محظوظة بوجود قيادة رشيدة آمنت بقدرات المرأة وعملت على تذليل كل الصعاب أمامها ودفعها للعمل والإنتاج والإبداع من خلال تمكينها، ورسم الاستراتيجيات ووضع الخطط التي جعلت طريق المرأة آمناً ومستقراً.
إن الكثيرين ينظرون إلى الإماراتية بنظرة فيها الكثير من الإعجاب والتقدير، نظراً لما حققته من إنجاز مجتمعي، وفي فترة قياسية. فما حققته في مجال التعليم والصحة والعلوم المتقدمة أهّلها لأن تصل إلى مراكز قيادية متقدمة وأن تصل إلى ما تصبو إليه. كل ذلك تم بمباركة ودعم القيادة الحكيمة التي آمنت بأهمية مشاركة المرأة في الحياة العامة، وترجمت ذلك الإيمان من خلال تشريعات وقوانين حمت المرأة في الفضاء العام والخاص.
وبينما تتبادل نساء الكون التهنئة والأمنيات بيوم المرأة العالمي، تبادر القيادة إلى تهنئة المرأة الإماراتية بإهدائها مجموعة من التشريعات والقوانين التي تحميها وتصون حقوقها وتظلل مسيرتها. بقي أن نقول إن وضع المرأة في المجتمع دليل على رقيّه، وقد أثبتت دولة الإمارات أنها دولة حضارية، ليس فقط من خلال بنيتها التحتية المتطورة، بل من خلال تشريعاتها التي تحمي المرأة، وتعتبرها عمود الأسرة والمسؤولة عن إعداد الأجيال للمستقبل.