ترف حزبي إسرائيلي
آخر تحديث 20:09:40 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 9 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ترف حزبي إسرائيلي

ترف حزبي إسرائيلي

 صوت الإمارات -

ترف حزبي إسرائيلي

د. وحيد عبدالمجيد
بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أضفى قرار توجيه الاتهام رسمياً ضد رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إثارة إضافية على مشهد عجز الأحزاب عن الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة للمرة الثانية خلال أقل من عام. وأصدر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية هذا القرار بعد ساعات على إعلان رئيس حزب «أزرق-أبيض» (كاحال-لاتون)، وهو «بيني غانتس»، مساء 21 نوفمبر الماضي عدم قدرته على تشكيل هذه الحكومة، بعد أن عجز نتنياهو قبله. فقد انتهت المهلة المحددة قانوناً لرئيس الحزب الذي لديه أكبر كتلة في الكنيست، والحزب الذي يليه، بدون أن يتمكن أي منهما من تكوين ائتلاف يحظى بدعم 61 على الأقل من إجمالي 120 عضواً في الكنيست.
ولذا، لن يكون هناك بديل عن التوجه إلى انتخابات ثالثة خلال عام واحد، بعد أن تنتهي اليوم الأسابيع الثلاثة المتاحة لكي يرشح 61 عضواً أي شخص لتشكيل حكومة، ويتعهدوا بمنحها الثقة عند الاقتراع عليها. 
وهذه المرة الأولى التي يتعذر فيها تشكيل حكومة منذ 1948. فعلى مدى 70 عاماً، لم تكن هناك صعوبة تمنع تشكيل حكومة بعد أي من انتخابات الكنيست العشرين التي أُجريت بين نهاية عام 1948 ومطلع عام 2015. كان حزب «ماباي»، ثم «العمل»، قادراً على تشكيل حكومات بقيادته على مدى ثلاثة عقود عبر بناء ائتلافات مع أحزاب يسارية، وأخرى دينية. وبعد مرحلة أخذ فيها النظام الحزبي الإسرائيلي طابعاً ثنائياً، وشهدت تنافساً قوياً بين حزبي «العمل» و«ليكود» في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، تحول هذا النظام إلى الأحادية مجدداً، لكن بقيادة حزب «ليكود» وقوى اليمين منذ 2001، باستثناء الفترة بين 2006 و2008، حيث أتاحت نتيجة انتخابات الكنيست السابعة عشرة لحزبي «العمل» و«كاديما» قيادة ائتلاف يسار الوسط. ولم تكن هناك حاجة للعودة إلى صناديق الاقتراع عندما صعد «كاديما» إلى المركز الأول في تلك الانتخابات متقدماً على «ليكود» و«العمل»، بخلاف ما يحدث الآن منذ صعود حزب «أزرق-أبيض» ومشاركته في صدارة الخريطة الحزبية. فقد تيسر تشكيل ائتلاف بين حزبي «كاديما» و«العمل» وأحزاب أخرى. وقل مثل ذلك عندما جاء حزبا «كاديما» و«ليكود» في مقدمة انتخابات الكنيست الثامنة عشرة، بفرق صوت واحد لمصلحة الأول (28 مقابل 27). وهذا وضع مشابه لنتيجة انتخابات الكنيست الثاني والعشرين في 17 سبتمبر الماضي، إذ حصل حزب «أزرق-أبيض» على 33 مقعداً، و«ليكود» على 32 مقعداً. لكن محاولات تشكل حكومة عقب هذه الانتخابات أخفقت، مثلها مثل تلك التي أعقبت انتخابات الكنيست الحادي والعشرين في 9 أبريل الماضي، وأسفرت عن حصول «ليكود» على 36، و«أزرق-أبيض» على 35 مقعداً.
والأرجح أن الفرق بين حالتي صعود «كاديما» في انتخابات 2006 و2009، و«أزرق-أبيض» في انتخابات أبريل ثم سبتمبر 2019، لا يعود إلى هيكل الخريطة الحزبية بالدرجة الأولى، بل إلى حالة المنطقة وموقع إسرائيل فيها. فقد أحدث تفاقم الصراعات في بعض الدول العربية منذ بداية العقد الجاري، وتحول بعضها إلى حروب داخلية إقليمية دولية، تغيراً جيوبوليتيكياً لمصلحة إسرائيل التي أصبحت في وضع مريح وكافٍ لخلق شعور بالاطمئنان لدى قادة أحزابها. والأرجح أن هذا الشعور أوجد ترفاً في سلوك الأحزاب، خاصة في ظل إدارة أميركية تُعد الأكثر انحيازاً لإسرائيل طول تاريخها. وقد ظهر هذا الترف في أداء قادة الحزبين الحاصلين على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات أبريل وسبتمبر 2019، والحزب الذي يقوم بدور بيضة القبان «إسرائيل بيتنا»، ورئيسه الذي صار «صانع الملوك». فقد أصر كل منهم على التمسك بشروطه كاملة، ولم يقدم أي منهم تنازلاً واحداً، فانعدمت إمكانات المساومة الحزبية اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي.
ولم يتصرف أي حزب بهذه الطريقة من قبل، بل كان الاستعداد للمساومة أحد معالم السلوك السياسي الإسرائيلي الداخلي، سواء في مرحلة النظام الحزبي الثنائي حيث شُكلت حكومتا وحدة بين «ليكود» و«العمل» عامي 1984 و1988، أو في مرحلة صعود «كاديما» في منتصف العقد الماضي، لأن إسرائيل لم تكن حينئذ في مثل وضعها المريح حالياً على المستويين الإقليمي والدولي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترف حزبي إسرائيلي ترف حزبي إسرائيلي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 04:30 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق
 صوت الإمارات - أسرار شهرة الساعات السويسرية وتاريخها العريق

GMT 04:41 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

أبرز استخدامات الملح في الأعمال المنزلية
 صوت الإمارات - أبرز استخدامات الملح في الأعمال المنزلية

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,08 إبريل / نيسان

فوائد صحية مذهلة لتناول 3 تمرات و5 حبات لوز كل صباح
 صوت الإمارات - فوائد صحية مذهلة لتناول 3 تمرات و5 حبات لوز كل صباح

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:34 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

عطر سان لوران الجديد هوائي وخفيف

GMT 02:26 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

حقائب مميزة بالشراشيب لأناقتك في 2016

GMT 06:46 2015 الأربعاء ,07 كانون الثاني / يناير

وصول عدد متابعي إليسا عبر "فيسبوك" إلى 15 مليون شخص

GMT 19:22 2013 الإثنين ,29 تموز / يوليو

مجموعة النيل تُصدر كتاب "الرجيم المناخي"

GMT 02:59 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

الأحوال الجوية تعطل الصيد والسياحة في الكاميرون

GMT 20:22 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"الشمس" من أقدم المنتجعات في منطقة اثنين أوريكا في مراكش

GMT 01:49 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

آبل تستعد لإطلاق هاتف يدعم شبكات "5 جي"

GMT 15:02 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

3 أمور قد تغيّر رأيك في الرّجل

GMT 16:33 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تقرير يبرز أن الشورت الرياضى موضة ربيع وصيف 2020

GMT 04:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

موديلات دبل خطوبة كبيرة وفخمة

GMT 12:46 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إليك أبرز ديكورات مدافئ فخمة مع الإكسسوارات الأنيقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates