5 يونيو الهزيمة والرواية

5 يونيو الهزيمة والرواية

5 يونيو الهزيمة والرواية

 صوت الإمارات -

5 يونيو الهزيمة والرواية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

قضى الروائى الكبير صنع الله إبراهيم خمسة أعوام فى السجن (1959-1964) بسبب معارضته بعض سياسات تلك المرحلة. لم يكن متوقعاً حينها أن تكون هذه السياسات، مثل غلق المجال العام أمام المشاركة الشعبية الحرة التى تجعل المجتمع منغمساً فى قضاياه الوطنية, من أسباب هزيمة 1967. وتبين بعد ذلك مدى أهمية هذه المشاركة التى تحققت جزئياً فى الفترة بين 1967 و 1973، وظهر أثرها فى انتصار أكتوبر. وبدا وقتها الفرق بين المجتمع حين كان مُغَّيباً عن الشأن العام، وعاجزاً بالتالى عن أى عمل إيجابى، وعندما أصبح حاضراً بدرجة ما وقادراً على أداء دوره فى دعم جيشه قبيل حرب 1973 وخلالها. فى تلك الأجواء، وفى العام التالى للهزيمة، كتب صنع الله إبراهيم رواية أطلق عليها «67». ولم يتيسر له نشرها فى وقتها, ونسيها بعد ذلك إلى أن وجد مخطوطتها أخيراُ، فقرر نشرها كما هى كشهادة على مرحلة، حيث أصدرتها «دار الثقافة الجديدة» قبل أسابيع.

تتكون رواية «67» من 12 فصلاً يتناول كل منها أحد أشهر عام 1967. و يمكن لقارئها استخلاص بعض أهم أسباب الهزيمة من تأمل حركة شخصيات الرواية، والسياق العام لحواراتهم التى تعبر عن حالة التحلل التى تصيب أى مجتمع حين يُفرض عليه الانصراف عن قضاياه، ويستبد به الخوف، فيصيب التشوه أنماط العلاقات فيه.

وبرع المؤلف فى التعبير عن الأجواء السائدة حينها منذ المشهد الأول فى حفلة رأس السنة ليلة أول يناير 1967 حين نتذكر إنصاف أحد الغائبين: (هو وحده الذى ينقصنا.

كيف نتركه فى قطعة أرض لا تحمل حتى اسمه. ألا يكفى أنهم قتلوه بعد تعذيبه؟) مروراً ببعض مشاهد من يوم 5 يونيو فى الفصل السادس (الأخبار جيدة أليس كذلك؟ أجل رائعة) .. (قال صادق إنه سيكتب مقاله القادم من تل أبيب) .. (بعد قليل اتصلت بالجريدة فرد صادق وكان يبكى. قال: كل شىء انتهى .. وواصل البكاء), ووصولاً إلى أحد مشاهد نهاية الرواية حين نتأمل إنصاف شريط حياتها التى قضتها (جالسة تشهد الآخرين وهم يذهبون إلى السجن أو الخارج أو الحياة الأخرى).

حقاً، ما أروعه إبداع صنع الله إبراهيم الروائى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

5 يونيو الهزيمة والرواية 5 يونيو الهزيمة والرواية



GMT 16:05 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

مرحلة جديدة في المنطقة

GMT 15:14 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهت تحديات «البريكست»؟

GMT 16:27 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

معضلة «النهضة».. والآمال المحبطة

GMT 14:52 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

حدود الصراع التجاري

GMT 14:31 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الدستور أولاً أم الحل السياسي؟

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates