بقلم - صلاح منتصر
كشفت كورونا عن حبها الشديد للمدخنين وإقبالها بشدة على استغلال صدورهم الضعيفة ونهش رئتى المدخن وزيادة آلامه فى الحرمان من القدرة على الحصول على الأكسجين اللازم لمواصلة الحياة. صحيح أن كورونا اغتالت آخرين من غير المدخنين لأسباب تتعلق بأمراض القلب والكليتين والضغط وغيرها، ولكن بالنسبة للمدخنين فقد وجدت كورونا فرصتها فى اغتيالهم بسهولة!
أكتب عن التدخين بمناسبة التاسع من فبراير وهو اليوم الذى بدأت فيه من 30 سنة إعلان الحرب على التدخين وهى دعوة تبدو للبعض أنها تؤذن فى مالطا لكننى اكتشفت أن كثيرين من الذين كرهوا الدعوة وأعطوها ظهورهم بعد أن سخروا منها تذكروها فى ساعات عصيبة مرت بهم عندما وجدوا أنفسهم صرعى الآلام الشديدة التى راحوا يعيشونها بسبب التدخين، وتمنوا لو تجددت الفرصة ليعلنوا لعنتهم لهذه العادة التى استعبدتهم وأدت إلى ماوصلوا إليه صحيا!
جاءت كورونا لتزيد آلامى وأنا أسمع عن أفراد يبدون «طول وعرض» لكن التدخين نخر صدورهم وحرمهم من التنفس فلما أصابتهم كورونا وجدتهم فريسة سهلة، مما اضطر المستشفيات إلى وضعهم على أجهزة التنفس الصناعى وأصبحت حياتهم تعد بالساعات بل بالدقائق. من الناحية العلمية أو الطبية سمها ما تشاء، فإن تدخين أى نوع من التبغ فى صورة سيجارة أو سيجار أو شيشة أو بايب يضعف قدرات الرئتين ويزيد من حالات عدوى الجهاز التنفسى ومن أمراض الجهاز التنفسي. ولما كان مرض كوفيد ـ 19 الناتج عن فيروس كورونا يهاجم الرئتين بشكل رئيسى فى الوقت الذى يضعف فيه التدخين وظيفة الرئتين لذلك أصبح المدخنون يتعرضون أكثر من غيرهم لخطر كورونا ليس من حيث الإصابة فقط وإنما أيضا من حيث الوفاة.
شبابنا الذين أنعم الله عليهم بالصحة، كل الرجاء ألا يسلموا أنفسهم للتدخين الذى يبدأ على سبيل الهزار والتسلية والثقة الزائدة ثم مع تراكم «الزفت» الذى يبتلعونه مع كل سيجارة أو شيشة تأتى اللحظة التى يندمون فيها بعد أن يفوت ميعاد الندم!.