بقلم - صلاح منتصر
مشكلة كورونا ضخامة تكاليفها خاصة بالنسبة لمواطنين محدودى الدخل أو حتى من الذين يوصفون بأنهم متوسطو الدخل. فأقل تكلفة للمسحة كما يصفونها لمعرفة إن كان الشخص مصابا أم لا هى ألفا جنيه وهو مبلغ أقل مما كان عليه قبل أربعة أو خمسة أشهر إذ أجريتها شخصيا بثلاثة آلاف وخمسمائة جنيه فى المنزل وفوجئت بشخص يرتدى ملابس مثل رواد الفضاء من الورق الأزرق، وقد خلع ملابسه وتركها لنا على باب البيت!
وفى الأيام الأخيرة أصبح لايمر يوم دون أن أسمع عن إصابة شخص أعرفه بال كورونا ، وتزداد المأساة عندما أسمع أنه لقى وجه ربه الكريم بسبب الفيروس اللعين. ونتيجة لذلك زاد الطلب على المستشفيات وظهرت مستشفيات على طريقة بير السلم لم نسمع عنها من قبل لكنها وجدتها فرصة لاستغلال الأزمة. وأصبح من شروط أى مستشفى أن تدفع أسرة المريض مبلغا كبيرا قبل أن يخطو بقدمه داخل المستشفى وهو مبلغ وصل كما سمعت إلى نحو 150 ألف جنيه فى بعض المستشفيات.
وعندما استغاث بى عزيز من متوسطى الحال مرضت زوجته ويرجو إدخالها مستشفى حكوميا بدلا من الخاص الذى يكلفه أكثر من طاقته، نجحت فى إيجاد مكان لها فى مستشفى الأمراض الباطنة المواجه لقصر العينى ويتبع الحكومة ويعد مستشفى عزل. وبدلا من ستة آلاف جنيه كحد أدنى طلبها المستشفى الخاص عن كل يوم لزوجته رغم أنها لم تحتاج إلى مايسمى تنفسا صناعيا. فقد طلبوا منه قبل دخولها مستشفى الأمراض الباطنة الحكومى 25 ألف جنيه ولكن على أساس علاجها مهما قضت من أيام! وفى جميع الأحوال فإن الوقاية من كورونا لم تعد وقاية صحية فقط وإنما أيضا حماية مادية، فالتكاليف ضخمة، وليس أقسى على إنسان من أن يجد نفسه فى مواجهة صحية مع تكاليف لا يستطيعها أو تقصم ظهره. وقانا الله ووقاكم شر المرض وذلة النفس!