بقلم - صلاح منتصر
الأستاذ ... أكتب إليك لأصارحك بأفكارى وأنا أرى بلدى يواصل معركة التقدم والتنمية رغم جماعات الشر التى تحاربه بالعنف وعمليات الإرهاب تارة وبالشائعات التى تنشر اليأس والإحباط تارة أخرى.
لكن الذى يؤلمنى أكثر موقف الدول التى تحاول فرض وصايتها علينا بحجة حقوق الإنسان والحريات، وهى مجالات قد تكون أقل مما يجب ولكن الضرورة تفرض علينا أن ندافع عن كياننا وحياتنا وأن نكون فى حالة الحرب التى نعيشها ولابد أن تكون لها ضحاياها. ومن المؤكد أنكم شاهدتم ماحدث أخيرا فى واشنطن عندما اقتحم الفوضويون والبلطجية مقر الكونجرس رمز الديمقراطية الأمريكية فتعامل معهم الأمن بكل حزم وقوة بعد أن وصف الرئيس المنتخب بايدن ماحدث بأنه إرهاب يخرب ويدمر. ولم يقل أحد أين حقوق الإنسان إذ لا حقوق لمن يمارس الإرهاب .
ولقد شهدت مصر على مر التاريخ مايملأ صفحات كثيرة من أعمال الإرهاب والقتل والتخريب التى مارستها جماعة الإخوان منذ بدأت مايسمى التنظيم السرى للجماعة ووضعت فى عقيدتها أن تنظيم الجماعة هو الأعلى وأن الوطن جزء من هذه الجماعة وليست الجماعة جزءا من الوطن .
فى عام 1943 نشر مكرم عبيد السياسى البارع ما اسماه الكتاب الأسود عن فساد حكومة الوفد . ورغم تسمية هذا الكتاب بالأسود فإنه كان مجموعة من التصرفات الإدارية التى لم تتضمن واقعة واحدة عن اغتيال رجال العدالة والشرطة و القوات المسلحة وتدمير المحاكم وحرق مقار الشرطة و الكنائس واقتحام السجون وزرع المتفجرات التى حصدت أرواح المئات من المواطنين الأبرياء وغير ذلك كثير جدا مما اقترفته جماعة الشر التى صدق عليها قولك : لولا جماعة الإخوان المسلمين لكان المسلمون إخوانا.
إن هذا التاريخ الأسود هو الذى يجب أن يسجله كتاب أسود اسما وفعلا ليبقى ذكريات حية لا ننساها ونهديها إلى الآخرين الذين يجب أن يعرفوا أنه لنا أيضا وللوطن حقوقا يجب أن تصان .
هذه هى الرسالة التى تلقيتها من المستشار فريد عوض مساعد وزير العدل الأسبق.