بقلم - صلاح منتصر
تابعت مسلسلا يعرض حاليا على إحدى القنوات الفضائية يجمع عناصر النجاح من قصة وسيناريو وإخراج وتمثيل ومواقف مثيرة، لكن صدمنى أنه كل عشر دقائق يتوقف عرض المسلسل وتبدأ فقرة إعلانية تطول لمدة 30 دقيقة وأحيانا أكثر.
تم استغلال نجاح المسلسل لتطفيش المشاهدين وانصرافهم خلال فقرات الإعلانات لملاحقة القنوات الأخرى والفرجة عليها والعودة بعد فترة إلى المسلسل الذى كانوا يتابعونه بعد أن يكونوا قد خرجوا من حالة المعايشة مع أحداث المسلسل ونسيان الأحداث.
أعرف أن الإعلانات هى الممول الأساسى لقنوات التليفزيون وانها التى رفعت أجور النجوم فى المسلسلات ونتيجة ذلك ارتفعت أسعار شراء القنوات للمسلسلات التى تختارها إلا أنه مهما يكن السبب فهناك حقوق للمشاهدين يجب مراعاتها. ولابد أن هناك مدونة أو مانيفستو أو ميثاقا يعطى للقنوات حقها ويعطى أيضا للمشاهدين حقهم بحيث لا يجور طرف على الآخر. وقد لاحظت أن فقرة الإعلانات فى المسلسل الذى أتحدث عنه تضم إعلانات عدد من المنتجات والشركات لكنها تكرر إذاعة هذه الإعلانات خمس أو ست مرات فى الفقرة الواحدة وهو أمر مبالغ فيه وإلى درجة أننى كنوع من الانتقام أخذت موقفا عدائيا من المنتج المعلن عنه وبالتأكيد هناك مشاهدون يفعلون مثلى.
تنبهت مؤخرا إلى أن شهر رمضان الكريم سيبدأ يوم 12 أبريل أى بعد أقل من شهرين وبالطبع تمتلىء الاستوديوهات حاليا لإنهاء المسلسلات العديدة التى ستذاع خلال الشهر الكريم وبالطبع ستكون التعاقدات مع شركات الإعلانات ومحاولة كل قناة استقطاب أكبر عدد من المعلنين لدرجة أن الموسم الرمضانى أصبح موسم الإعلانات قبل المسلسلات وهو ما يخلق صداع الإعلانات الذى أرجو مواجهته بتدخل الهيئة الوطنية للإعلام واشتراط ألا يذاع الإعلان الواحد فى الفقرة الإعلانية أكثر من مرتين لا خمس أو ست مرات، وبذلك تأخذ القنوات حقها فى جذب الإعلانات وفى الوقت نفسه إعطاء المشاهدين حقهم فى اختصار فقرة الإعلانات المملة والتى تقتل حماس المشاهد وتمتعه بالمسلسل!