بقلم - صلاح منتصر
مات ابنى الروحى إسماعيل مصطفى منتصر متأثرا بالكورونا. فقدت الرجل الذى كنت أعده لتقبل عزائى ولكن شاءت إرادة الله أن أتقبل أنا عزاءه.
أعرف أنها قضية شخصية لا يجوز إشغال القارئ بها لكننى وجدت من الصعب بل ربما من المستحيل فصل مشاعرى عن القراء بعد سنوات طويلة من الرفقة صنعت ما بيننا من صداقة ومحبة.
كان إسماعيل قطعة منى تركه لى والده ـ رحمه الله ـ منذ 48 سنة يتيم الأم والأب ضمن ستة أبناء (ولدين وأربع بنات) توليت الإشراف عليهم كأبناء ملأوا حياتى حبا وحنانا وأيضا وفاء للأخ الذى لم يحدث أن غضبت منه يوما بل كان تشجيعه لى الدفعة الكبيرة لحب الصحافة.
عندما كنت أحول ورق الكراريس إلى صحف لم يسخر منها وكانت بالفعل تستحق السخرية لكنه أبدى تقديره لها وجعلنى أحس بأننى أكبر صحفى فى العالم.
وعندما قال لى إسماعيل إنه يتطلع إلى أن يكون صحفيا تصورت أنها نزوة طارئة تشبها بى فقررت أن أكمل واجبى وأعينه فى شركة «بسكو مصر» بعد أن تخرج فى كلية الزراعة لكننى اكتشفت أنه هرب من وظيفته وذهب يتدرب فى جريدة الجمهورية.
وأمام إلحاحه أرسلته إلى الكاتب الكبير أنيس منصور الذى كان يعد فى ذلك الوقت لإصدار مجلة أكتوبر وقلت له سأرسل لك أحد مدعى الصحافة فاطرده لكننى فوجئت بأنيس يقول لى بعد شهر: أشكرك على هديتك لى.
ابنى حبيبى أكبر إخوته أثبت قدراته الصحفية ولم يكن هناك من ينكر هذه القدرات ومع ذلك قسوت عليه عندما توليت رئاسة «أكتوبر» قسوة الأب الذى يحلم بنجاح ابنه وبالفعل أصبح إسماعيل رئيس تحرير «أكتوبر» وكاتبا له حسه ومذاقه وأسلوبه الجميل.
وقبل ذلك أصبح إسماعيل الصديق والحبيب، ومعا وقفنا نواجه فقد اثنين من الأبناء الأصغر حسين أستاذ الموسيقى والابنة الوسطى فوقية. ثم جاءت الكورونا وترابطت الباقيات معى منى وإلهام ويسر فى محاولة لإنقاذ إسماعيل. وبين صعود وهبوط جاء أمر الله فماذا نقول؟ صديقى القارئ شغلتك بأمر شخصى فأرجو أن تسامحنى.