بقلم- صلاح منتصر
من فاتته صفحة سناء البيسى بـ«أهرام» السبت الماضى وعنوانها «كلنا عايزين صورة» فاتته نصف ساعة على الأقل من المتعة والخيال الجميل واستعادة تاريخ 70 سنة من خلال عشرات الصور التى تذكرتها سناء، اعتبارا من صورة الملك فاروق من ظهره وهو يخطو بجسده السمين خطواته الأخيرة على أرض مصر يوم 26 يوليو 1952 ليستقل الباخرة المحروسة. ابتدعت سناء قراءة التاريخ من خلال صور تذكرتها ورسمتها فى صفحتها التى أصبحت تحن بها علينا وتقدمها كل ثلاثة أسابيع وهى مدة غير قصيرة لرسم اللوحة الرائعة التى تقدمها لنا.
أستعير من سناء فكرتها وأضيف إلى ماقدمته صور، لم تذكرها وأولاها صورة أنور السادات وهو ينزل سلالم الطائرة التى أقلته إلى آخر العالم فى القدس (نوفمبر 1977) والدهشة تحبسها عيون العالم. وتتوالى الصور بغير ترتيب: صورة محمد فوزى على فراش الموت (أكتوبر 1966) وقد امتصت الحسرة وزنه فمات عن عمر 48 سنة ووزنه أيضا 48 كيلو بعد أن أممت الدولة مصنع الإسطوانات الذى وضع فيه حصاد كل أغانيه وأفلامه. وصورة يورى جاجارين أول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجى (أبريل 1961) وقد أعلن أنه لم ير الله ولقى نهايته فى عمر 34 سنة فى طلعة تدريبية بطائرة. وصورة الرئيس السوفيتى خورشوف يرفع حذاءه فى اجتماع الأمم المتحدة (أكتوبر 1960) احتجاجا على نقد لسياسة بلاده قاله رئيس الفلبين. ومن الحذاء المرفوع إلى الحذاء الطائر الذى وجهه صحفى عراقى إلى الرئيس الأمريكى بوش الابن (ديسمبر 2008 ) وقد نجح بوش بحركة خاطفة فى تفادى الحذاء وأيضا فردته الثانية!
وأتذكر صورة حسن عبد الرحيم الذى عبر المانش 3 مرات آخرها 1950 وسنه 41 سنة، وصورة الأمريكى نيل أرمسترونج وهو أول من وضع قدمه على القمر (يوليو 1969) قائلا: هذه خطوة لإنسان لكنها قفزة للبشرية، وأخيرا بسبب المساحة صورة ديكتاتور رومانيا نيكولاى تشاوشيسسكو وهو يُعدم وزوجته (ديسمبر 1919)