بقلم - صلاح منتصر
في احتفالين متباعدين كان الأول محدودا وأمام نحو مائة أمريكي ودع دونالد ترامب مؤيديه وانتهاء فترة رئاسته دون أن يذكر اسم جو بايدن الرئيس الجديد، بينما في شرفة مبني الكابيتول التي اعتادت استقبال كل رئيس جديد وفي حضور عدد كبير من الرؤساء السابقين وأعضاء الكونجرس وآخرين بلغ عددهم ألف شخص أدى جو بايدن يمين تولي رئاسة أمريكا دون أن يشير هو الآخر إلى اسم دونالد ترامب الرئيس الذي سبقه.
مثل ترامب في آخر يوم له الوجه القبيح لتبادل السلطة فلم يستقبل الرئيس الجديد قبل أن يؤدي اليمين في البيت الأبيض كما جرت العادة علي مدي 150 سنة، ولم يرافقه إلي شرفة التنصيب ويصاحبه حتى آخر دقيقة يسلمه فيها الرئاسة، وإنما اختار أن يرتب له توديعا خاصا انتقل فيه من البيت الأبيض إلي قاعدة أندروز الجوية إلي مطار فلوريدا مستقلا الطائرة الرئاسية، ولأول مرة يتخلى ترامب عن صبغة شعره البرتقالية ويظهر بشعره الحقيقي المائل للبياض.
وفي مشهد تليفزيوني غير مسبوق جمع بين صورة طائرة الرئاسة التي استقلها ترامب وهبطت في فلوريدا ، وبين مبني الكابيتول في واشنطن، نقلت الكاميرا خروج ترامب وزوجته من طائرة الرئاسة لآخر مرة، ثم دخول بايدن وزوجته من الباب المؤدي إلي شرفة التنصيب ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة.
انتصرت الديمقراطية الأمريكية وفي نفس المكان الذي تعرض قبل أسبوعين لعمل إرهابي داخلي قام به الرعاع كما أطلق عليهم، ولكن بعد أن أكدت الديمقراطية المهددة أن لها أنيابا قوية وقد تلقت أمريكا ضربة الرعاع المفاجئة للكونجرس لكنها تمكنت من استعادة توازنها وتعاملت معهم بالحزم المطلوب والإجراءات المشددة التي وصلت إلي منع المواطنين من حضور احتفال التنصيب، وكانت العادة أن يملأوا الساحة المواجهة للكابيتول بنحو 200 ألف مواطن لم يحضر منهم مواطن واحد وقاموا بتغطية المكان بآلاف الأعلام الأمريكية.
أنياب الديمقراطية كانت واضحة ولم يستطع واحد أن يسأل لماذا، فأمام الإرهاب لا طبطبة وحقوق وإنما القوة الحازمة!.