بقلم - صلاح منتصر
لم تشأ السنة التى تغرب شمسها الليلة أن ترحل قبل أن تذيقنا عذاب الحياة دون ماء لمدة 48 ساعة نتيجة أعمال الحفر التى تجرى فى الزمالك لمد خط مترو الأنفاق . قبل ذلك اخترقت ماكينة الحفر أساس عمارة فى شارع البرازيل بها 64 شقة اضطروا لإخلائها إلى أن تم إصلاحها وحاليا يطالبون سكان عمارتين فى شارع إسماعيل محمد بإخلائهما حتى لا تقع على رءوس السكان. جاءت الضربة الجديدة عندما حدث هبوط وقع كما يقول المسئولون على عمق 37 مترا تحت الأرض فى موقع مترو الأنفاق أدى لانهيار خط المياه الرئيسى الذى يغذى منطقة الزمالك . وبعد ساعتين من الحدث جرى استهلاك المياه التى فى خزانات العمارات وانقطعت المياه تماما عن الحى الذى وصف قديما بأنه من أرقى الأحياء السكنية لكنه أصبح يعانى آثار المترو وغلق العديد من الاتجاهات ومن بهدلة الشوارع وحفرها ومطباتها وزحامها ومن المدارس العديدة فى كل شارع والتى يأتى تلامذتها من الأحياء الأخرى بينما تلامذة الزمالك يتعلمون فى مدارس أخرى بعيدة!
عشنا 48 ساعة دون ماء فى الحنفيات وتذكرت القرى والأحياء التى نسمع عن انقطاع المياه بها بالأيام، لكننى أشهد أن شركة المياه برئاسة المهندس مصطفى الشيمى ظلت تعمل بلا توقف لسرعة إصلاح العطل ووفرت بسرعة عربات فناطيس مليئة بالماء تجولت فى الشوارع لمساعدة الذين نزلوا بالجرادل والجراكن ومختلف الأوانى. توقف بالطبع الطبخ وغسل الملابس فى البيوت وساعدت زجاجات المياه الفارغة فى حل جزء من المشكلة باستثناء احتياجات التواليتات فى الوقت الذى ظلت نصائح التليفزيون تطالبنا بغسل الأيدى بالماء والصابون كل نصف ساعة لتقليل خطر الـ «كورونا»!
واتفقنا زوجتى وأنا على أن انقطاع المياه رغم أن الماء أساس الحياة أهون كثيرا من انقطاع الكهرباء ، فمن الممكن جلب المياه فى أوانٍ أو زجاجات ولكن انقطاع الكهرباء يعنى الظلام وتوقف كل وسائل الحضارة واستحالة تخزينها أو جلبها ونقلها. دكتور محمد شاكر وزير الكهرباء دائما منور وسنة جديدة أجمل بإذن الله.