بقلم - صلاح منتصر
هل ضاقت القاهرة ونيلها الممتد من روض الفرج و شبرا إلى حلوان حتى لا يجد صاحب مشروع العجلة الدوارة سوى هذه المساحة الضيقة التى اختارها فى حديقة المسلة فى أول شارع الجزيرة لكى يقيم فيها مشروعه الذى هو فى حقيقته عبارة عن « مدينة ملاهى » يجب أن تمتلىء بالمحال والمطاعم والمقاهى والألعاب المختلفة التى تجذب ٢٫٥ مليون زائر سنويا؟
هل من الضرورى أن يكون مثل هذا المشروع على حساب راحة وهدوء شارع كانت أفلام الأبيض والأسود تختاره كأجمل وأكثر شوارع مصر هدوءا كى تصور فيه أبطال الفيلم وهم يقطعونه بسياراتهم واليوم أصبح من أكثر الشوارع ازدحاما؟
شارع يستحيل توسعته ولا أحد يضمن كيف سيتطور بعد خمس أو عشر سنوات؟ يقول صاحب المشروع الذى حصل على حق إقامة المشروع فى مزايدة لم يسمع أحد عنها إنه قام بالدراسات اللازمة التى تضمن عدم تحول المشروع إلى نقطة اختناق مرورية سيعانيها سكان الزمالك عندما يتم تنفيذ المشروع وتقع الفأس فى الرأس؟ وإذا كان كذلك أليس من حق السكان دفاعا عن حيهم أن يكونوا شركاء فى هذه الدراسات قبل أن يجرى حفر شبر فى المشروع؟
فى مختلف الدول التى ترعى مصلحة مواطنيها تستوجب إقامة مطعم أو مقهى فى منطقة من المناطق حق الاستماع للآراء المختلفة التى تمتدح وتنتقد أو تعارض المشروع. والآن أليس من حق سكان حى بأكمله أن يناقشوا عملية اختيار المكان الذى سيقام فيه المشروع ويجذب كما يقول أصحابه 2.5 مليون زائر.
ما هو واضح لأى عين أن الشارع الذى يطل عليه المشروع هو أحد المداخل الرئيسية لسكان الزمالك ولأعضاء نادى الجزيرة وأعضاء مركز الشباب وأتوبيسات 20 مدرسة واربع كليات، فهل أقرت وزارة الداخلية مشروع هذه العجلة فى المكان المقترح وتضمن تحمل نتائجه المرورية فى منطقة تعانى فعلا زحاما سيتضاعف مع تنفيذ مترو الأنفاق؟ ألا يستوجب ذلك نظرة موضوعية وحق قبل أن يتحول إلى كارثة؟!