بقلم - أسامة الغزالي حرب
لا أعتقد أن بإمكان أى مراقب للسياسة الدولية أن يتجاهل المغزى العميق، متعدد الأبعاد، لأحداث يوم الأربعاء الماضى السادس من يناير 2021 فى العاصمة الأمريكية واشنطن ، يوم اقتحام الكونجرس الأمريكى ، من مؤيدى الرئيس المنتهية ولايته ترامب .aspx'> دونالد ترامب ! لقد كانت أشبه بزلزال ضرب النظام الديمقراطى الأمريكى ...لم يسقطه طبعا، ولكن كانت له آثاره، ثم كانت له أيضا ولا تزال التوابع التى تلى أى زلزال! ينطبق هذا على الداخل الأمريكى، مثلما ينطبق على القوى الدولية المتحالفة مع الولايات المتحدة ، والقوى المنافسة أو المناوئة لها.
فى الولايات المتحدة اهتز حزب ترامب ، الحزب الجمهورى، بين من استمروا فى تأييد ترامب وبين من تنصلوا منه بل من دعوا إلى عزله من منصبه. وفى المقابل كان من الطبيعى أن يدين الحزب الديمقرطى بشدة تصرفات ترامب ، وهو ما عبرت عنه كلمات زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر فى وصف أحداث الاربعاء بأنه أحد الايام المظلمة فى التاريخ الأمريكى، وأن سلوك ترامب عار لا نهاية له. وفى الوقت نفسه تطارد الآن شرطة نيويورك مجموعات الأفراد الذين اقتحموا مبنى الكونجرس مستعينة بالصور ومقاطع الفيديو التى سجلت تفاصيل اقتحام للمبنى.
أما فى خارج الولايات المتحدة ، وفى حين كان من الطبيعى أن تشعر القوى الديمقراطية بالقلق ...فإن من المثير للغاية أن نتابع رد الفعل المنتشى من جانب النظم السلطوية إزاء البلد الذى كثيرا ما اتهمهم بانتهاك الديمقراطية وحقوق الإنسان. وكما أشارت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز (8/1) إلى ما ذكره الرئيس الإيرانى حسن روحانى عن دلالة ما حدث على هشاشة الديمقراطية الغربية. وإلى ما ذكرته وزارة الخارجية الصينية أن الساسة الأمريكيين الذين يدينون الغوغاء فى واشنطن هم أنفسهم الذين وصفوا من اقتحموا المجلس التشريعى فى هونج كونج بأنهم أبطال! ونفس المشاعر عكستها ردود أفعال موسكو التى كثيرا ما نالها التقريع على سياساتها الداخلية! و لا تزال توابع الزلزال تتوالى!.