بقلم - أسامة الغزالي حرب
تماما مثل ماشعرت به عندما كنت أشاهد يوم 11 سبتمبر عام 2001 على شاشة بفندق فى بكين مع زملائى من المجلس المصرى للشئون الخارجية، وقائع هجوم أربع طائرات مدنية على برجى مركز التجارة العالمى فى مانهاتن بنيويورك، وهى الأحداث التى أثرت على العالم كله فى السنوات التالية...
كانت مشاعرى يوم الأربعاء الماضى عندما كنت أشاهد مذهولا، مثل أغلب المشاهدين فى العالم كله، اقتحام المئات، وربما الآلاف من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس الأمريكى على نحو فوضوى تخريبى شائن! ولا شك أن هذا الحدث أو هذا التمرد الذى استمر لبضع ساعات سوف يطبع آثارا مهمة على المجتمع والسياسة فى أمريكا ، ولكنه سوف يظل فى النهاية تمردًا تم احتواؤه بسرعة.
غير أنه سوف يظهر أيضًا من يرونه دليلًا على تهافت وضعف الديمقراطية والنظام الديمقراطى خاصة فى صيغته الأمريكية. إننى أختلف مع ذلك الرأى تماما...صحيح أن للديمقراطية عيوبها، وفق المقولة الشائعة لونستون تشرشل، ولكنها تظل هى المثل الأفضل للحكم فى التاريخ السياسى حتى الآن. ولا شك ان الطريقة التى تم بها احتواء التمرد، والتعامل السياسى الحاسم والحصيف معه، تدعمان تلك الحقيقة.
إن ترامب يواجه اليوم أحد احتمالين، الأول هو تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكى الذى صودق عليه فى 1967بعد أربع سنوات من اغتيال الرئيس كيندى، وتم وضعه للتعامل مع الوضع الذى يكون فيه الرئيس غير قادر على أداء مهامه (مثلما فعل ذلك الرئيس ريجان عندما أجرى جراحة لاستئصال ورم سرطانى عام 1985)..
والاحتمال الثانى هو مساءلة ترامب على النحو الذى يتذكره جيلنا فيما تم مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1998 بتهمة الكذب تحت القسم وإعاقة العدالة بشأن تهم بالتحرش الجنسى وعلاقته بالمتدربة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكى.
مالذى سوف يحدث فعليا..دعنا ننتظر لنرى كيف يتعامل نظام ديمقراطى مع رئيس تمرد على الديمقراطية!.