بقلم - أسامة الغزالى حرب
أعلم أن هذا عنوان فيلم مصرى ظهر عام 1979 عن قصة لإحسان عبد القدوس وبطولة محمود ياسين و نبيلة عبيد و محمود عبد العزيز ، ولكنه وصف ملائم لما يجرى الآن فى الولايات المتحدة بشأن حادثة اقتحام مبنى الكونجرس فى 6 يناير الحالى.
فصحيح أن أنباء هذا الاقتحام اختفت من العناوين الرئيسية للأخبار ومن مانشيتات الصحف، لتحل محلها أنباء وتفاصيل الاحتفالات بتنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة، ولكن تجرى الآن فى الوقت نفسه وعلى قدم وساق عمليات تحقيق شاملة ودقيقة لاستجلاء حقيقة وأبعاد ما حدث، فى ضوء الافتراض الذى أخذ يسود بقوة بأن ماجرى لم يكن مجرد تعبير غير منظم عن الغضب من جانب أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب ، سواء تأييدا وتعاطفا معه، أو حتى لتعطيل المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة...وإنما كان عملا منظما مسبقا يستهدف خطف واغتيال مسئولين منتخبين فى الإدارة الأمريكية، فى أثناء اقتحام وحصار الكونجرس .
إن هذا يعنى – بعبارة أخرى- أنها كانت محاولة انقلاب كما عرفتها ولا تزال يعرفها الكثير من بلدان ما كان يسمى بالعالم الثالث فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ولكن مع فارق أساسى مهم وهو أن تلك المحاولات الأخيرة كانت تتم أساسا بواسطة عناصر من القوات المسلحة ، وهو مالم يوجد طبعا فى الحالة الأمريكية، وإن قيل إنه توجد شكوك حول وجود عسكريين فى الخدمة بين المهاجمين. وعلى أي حال فلا شك أن أحداث 6 يناير 2021 ستكون محلا لتوثيق وتحليل مئات الكتب، قبل ان تكون ايضا موضوعا لأفلام سينمائية أو تليفزيونية، فضلا عن تناول هائل على وسائط التواصل الاجتماعى فى تضخمها وتوسعها الحديث. هذه هى أمريكا، وهذا يوم جديد آخر تعيد أحداثه لذاكرتنا يوم 11 سبتمبر 2011 والتى درجوا على اختصارها فى كلمة أحداث 11/9. فماذا سوف يسمون هذا اليوم الاستثنائى فى التاريخ الأمريكى؟!