بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هذا هو الجزء الرابع والأخير من النداء الذى أوجهه للشعب الفلسطينى للتجاوب الإيجابى المسئول مع الفرصة التاريخية السانحة الآن ـ أكثر من أى وقت مضى ـ مع حل الدولتين! الذى تتصاعد و تتزايد به الأصوات العاقلة اليوم، على كل الجبهات: فلسطينيا، ومصريا، وعربيا، وعالميا. لا تضيعوا أيها الفلسطينيون هذه الفرصة التاريخية الفاصلة التى اقتنصتموها، مضحين بأرواحكم ودمائكم وممتلكاتكم. غير أن جوهر ذلك النداء ـ وما أكرره ألف مرة ـ هو فى الحقيقة انتقال كفاحكم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.. وهذا هو بيت القصيد! هذه ليست أبدا دعوة إلى الخلود للراحة، ولكنها دعوة للإقدام بلا تردد على قبول التحدى الإسرائيلى الأهم والاخطر، التحدى الحضارى! إسرائيل أيها السادة تحتل المرتبة الثانية والعشرين فى آخر أدلة التنمية البشرية فى العالم التى يصدرها البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة (2021)، والذى يعتمد أساسا على مؤشرات الصحة والتعليم ومستوى المعيشة! نعم، المرتبة 22 لا تسبقها إلا الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وعدد من البلدان الأوروبية الأخرى، وكذلك اليابان وكوريا الجنوبية، ولكنها تسبق بقية بلدان العالم الأخرى كلها بما فيها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا و تركيا ...إلخ. أيضا، وباستثناء السياسيين الذين حصلوا على جائزة نوبل (بيجن ورابين وبيريز) حصل تسعة إسرائيليين على جوائز نوبل (أربعة فى الكيمياء، واثنان فى الاقتصاد، وواحد فى الأدب). هذا هو ـ أيها الفلسطينيون ـ التحدى الأصعب والأهم والأخطر: التحدى العلمى والحضارى! إنه التحدى..الذى فسر به الفيلسوف والمفكر البريطانى العملاق أرنولد توينبى مسيرة التاريخ الإنسانى، وأنا على يقين أنكم أيها الفلسطينيون، بما أظهرتموه للعالم من قدرة مذهلة على الاستجابة لتحدى القوة الإسرائيلية الغاشمة المفرطة، قادرون أيضا على الاستجابة للتحدى الإسرائيلى الأكبر والأهم والأصعب: التحدى الحضارى!