بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أعترف بأنني عجزت عن العثور علي الكلمات التي يمكن أن أوفي بها حق سمير فريد، الناقد السينمائي المصري والعربي الأشهر، الذي كشفت إدارة مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ67 التي ستقام في هذا الشهر عن تكريمه . وكما جاء في البيان الذي اصدره المؤتمر فإن تلك الجائزة تمنح إلي شخصيات ومؤسسات اسهمت علي نحو متميز في فنون السينما،
وكانت علي صلة قوية بالمهرجان طوال السنوات السابقة. وسوف تمنح الجائزة أيضا للممثل الاسترالي العالمي جيوفري روث، وإلي منتجة صينية.إنني أعرف سمير فريد منذ 45 عاما وتحديدا منذ أوائل عام 1972 عندما بدأت أولي خطواتي في الصحافة باحثا في «قسم الأبحاث» بجريدة الجمهورية ، وكان هو صحفيا شابا يكبرني بأربع سنوات، ذا شخصية دمثة راقية.
وبعدها انتقلت للعمل في «الأهرام» عام 1977 ولكن علاقتنا الشخصية كانت مستمرة، ولكن كلانا كان في مجال يختلف عن الآخر، ففي الأهرام كانت مسيرتي في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ثم في السياسة الدولية في حين كانت كتاباته المتخصصة والعميقة في النقد الفني عموما وفي النقد السينمائي بوجه خاص. وفي كل الحالات كان سمير فريد نموذجا
للمثقف والكاتب والناقد واسع الاطلاع، الجاد في البحث، الغزير الإنتاج، فضلا عن انه كان الشخصية الأكثر جدارة لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي أكثر من مرة. وطوال تلك الفترة الطويلة لم نكن علي اتصال مستمر، ولكني كنت دائم الحرص علي القراءة والتعلم من كل مايكتبه سمير فريد. وقد أصيب سمير مؤخرا بمرض خطير أرغمه علي خوض رحلة علاج
قاسية، ولكني علي يقين من أن سمير فريد هو من ذلك الطراز من البشر العظام الذين يقهرون بسموهم المعنوي أمراض الجسد .إنني إذ أكتب كلماتي هذه اليوم، أنحني تحية واحتراما وتقديرا للمثقف المصري الكبير سمير فريد.!
المصدر: الأهرام اليومي