بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
هذا نداء منى، بصفتى باحثا مصريا، كرس جانبا مهما من جهده العلمى والسياسى، لدراسة القضية الفلسطينية، ليس فقط لأنها قضية عربية تهم العرب جميعا، ولكن أيضا لأنها قضية تدخل فى صميم الأمن القومى للأمة المصرية. هذه أيها الفلسطينيون لحظة تاريخية مهمة عليكم اقتناصها لإنجاز الهدف العظيم الذى ناضلتم من أجله طويلا... بناء دولتكم الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة. لقد أصبح حل الدولتين الآن محلا لتوافق دولى، أكثر من أى وقت مضى.. نتيجة لنضالكم العظيم، والتضحيات الهائلة، بدمائكم وأرواحكم وممتلكاتكم! نعم، هو حل ترفضه القوى اليمينية العنصرية الحاكمة الآن فى إسرائيل، ولكنه أصبح مقبولا أكثر من أى وقت مضى من المجتمع الدولى، ومن الرأى العام فى العالم كله، من الأمريكتين إلى أوروبا والشرق الأوسط وحتى بلدان إفريقيا وآسيا واستراليا، وعبرت عنه مظاهرات تهتف الحرية لفلسطين. بعد أن شهدوا عبر شاشات التليفزيون وكل وسائط الإعلام، الرسمية والاجتماعية، جثامين آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين اغتالتهم العنصرية الإسرائيلية. لقد أسهمت كل تلك التطورات، فى أن تدفع الولايات المتحدة الأمريكية – الراعية والداعمة الأولى لإسرائيل، اقتصاديا وعسكريا وسياسيا - إلى أن تطرح اليوم – أكثر من أى وقت مضى- حل الدولتين! الذى يكتسب اليوم دعما دوليا متزايدا! هنا أتساءل: نحن نعرف الدولة الأولى القائمة الآن فعليا واسمها إسرائيل! فما هى أفكاركم ومقترحاتكم بشأن الدولة الثانية، دولة فلسطين أو الجمهورية الفلسطينية كاملة المؤسسات، وكاملة السيادة..؟ أليست تلك الآن هى اللحظة الحاسمة لكى تنصهر الكيانات الفلسطينية المتعددة من منظمات وجبهات وكتائب وألوية وسرايا، فضلا عن حكومة مؤقتة، فى مشروع دولة واحدة، ديمقراطية وعلمانية،... تقدمونه للمجتمع الدولى، وتقولوا له هذه دولتنا..؟