بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أعود اليوم عزيزى القارئ الكريم إليك، بعد توقف قهرى عن الكتابة منذ الأربعاء الماضى بسبب نزلة برد حادة أصابتنى، خرجت منها والحمد لله بسرعة بفضل رعاية فائقة من زوجتى، ومتابعة دقيقة من شقيقى الأستاذ بالطب، تلك نعمة مزدوجة تستوجب شكر الله عليها: نعمة الزوجة الحبيبة المخلصة، ونعمة الشقيق الوفى الشاطر! المهم، وكما هو معتاد, قضيت جل وقتى أمام التليفزيون, اتابع موضوعا واحدا، من خلال كل القنوات المتاحة الأجنبية والعربية والمصرية وهو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما ارتكبه – ولا يزال يرتكبه – الجيش الإسرائيلى من جرائم وحشية فى حق الشعب الفلسطينى البطل والصامد. وتتبعت بالذات أخبار وتصريحات المسئولين الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين المحبذة لاستمرار الحرب للقضاء على المقاومة الفلسطينية كلها وليس (حماس) فقط .وفى المقابل، لا شك أن رد الفعل الشعبى، العربى والإسلامى، بدا فى مجمله رافضا ومستنكرا لتلك الجرائم، كارها إسرائيل والإسرائيليين، خاصة فى الدول المحيطة بهإ. إنها حقيقة أكدها فشل محاولات التطبيع الشعبى، العربى الإسرائيلى، بالرغم من نجاح إسرائيل فى إقامة علاقات «رسمية» مع أغلب الحكومات العربية. من ناحية أخرى يعيش الإسرائيليون حياتهم المزدهرة العادية، غير مكترثين بالرفض العربى، ولا بالكراهية لهم! إننى هنا أتساءل: كيف يتعايش الشعب الإسرائيلى، والمجتمع الإسرائيلى، مع تلك الكراهية المحيطة بهم؟ هل يستعيضون عن الود العربى المحيط، بعلاقاتهم الحميمة مع المجتمعات المتقدمة فى أوروبا وأمريكا؟ هل تعود اليهود على المعيشة وسط أجواء رافضة لهم؟ تلك موضوعات ارتبطت-فى الحقيقة-بتاريخ اليهود فى العالم كله، ولكن الأمرالمهم لنا، هو ان دولتهم الوحيدة التى سعوا طويلا لإقامتها، توجد الآن بيننا، بجوار مصر، ووسط العالم العربى، دون كل بلاد الدنيا! بعد أن علمهم تاريخهم الممتد أصول وقواعد العيش وسط بحرمن الكراهية!