بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
لم أجد للأسف كلمة مناسبة يمكن أن أصف بها الحادثة الأليمة ـ التى وقعت فى كلية الطب البيطرى بجامعة العريش، التى انتشرت على نحو واسع على وسائل التواصل الاجتماعى، فى اليومين الماضيين، بشأن انتحار طالبة بالكلية عمرها 18 عاما (أى غالبا بالسنة الأولى) اسمها نيرة الزغبى ـ أكثر من أنها حالة من «العك» الشديد على كل المستويات: مستوى العلاقات غير السوية بين طلاب وطالبات، لا تختلف عن علاقات أولاد وبنات مراهقين فى الإعدادى أو الثانوى! ومستوى أسر وآباء وأمهات لم يحسنوا تربية أولادهم! والأدهى والأمر من ذلك مستوى بعض الاساتذة لا يرقون إطلاقا لمعنى وقيمة وهيبة «الجامعة» بالمعنى الجدير بها! إن الواقعة بكل تفاصيلها تبدو مخجلة، ومثيرة للقرف والاشمئزاز...وللحزن على موت الفتاة الصغيرة انتحارا! ووفقا لما قرأته عن تلك الحادثة، وهو كثير للغاية، سواء على وسائل الإعلام الرسمية أو الاجتماعية! فقد وقع خلاف بين الفتاة «نيرة» وبين إحدى زميلاتها (حسنا..هذا أمر عادى يمكن أن يحدث بين أى زميلتين!) و لكن الجديد والمفزع كان هو قيام زميلتها بالانتقام منها بالاتفاق مع أحد زملائها الصبيان (أو كما قال زملاؤها: الواد اللى ماشية معاه!) ...كيف؟ التقطت صورا لنيرة داخل حمام سكن الطالبات! وقاما بتهديدها بتلك الصور!...ألا يوحى ذلك السلوك وحده بدرجة مؤسفة من الانحطاط الأخلاقى والخلل التربوى الجسيم..؟ ثم...هل من الحقيقى ما نشر عن أن وكيل كلية طب بيطرى جامعة العريش قال لنيرة «إنتى مش أد شروق يا نيرة...؟! «...بل وأن «عميد الكلية ووكيلها هددوا الأساتذة والطلبة طالبين منهم عدم الحديث فى الموضوع...؟» وأن وكيل الطب البيطرى أصدر بيانا طالب فيه الجميع بعدم الحديث فى الموضوع..؟ إذا كان ذلك قد حدث فعلا، ..فهل هناك أيها السادة «خيبة» أكبر من ذلك!.