بقلم - أسامة الغزالي حرب
اليوم (24 يناير) هو اليوم العالمى للتعليم، وفقا لقرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ديسمبر 2018، وأتمنى أن يكون فرصة لكى نتدارس، على نحو صريح، قضايا ومشكلات التعليم . إننى لن أمل من تكرار الدعوة إلى إصلاح جدى - جذرى وشامل - للتعليم بوضعه الراهن فى مصر، والذى أصبح فى قاع أحوال التعليم فى العالم، وفقا – للأسف – لكل المؤشرات والمعايير الدولية المحايدة.
وبصراحة فإن تلك المهمة أكبر وأثقل بكثير من أن يتحملها د. طارق شوقى وزير التربية و التعليم ، فضلا عن أن سيادته مهتم أساسا منذ اليوم الأول بموضوع المعرفة ولكن المعرفة شىء، و التعليم شى آخر.
لقد قدم لنا مثلا منذ اليوم الأول بنك المعرفة المصرى «ولو أننى فى الحقيقة فشلت فى التعامل معه، على الأقل من باب العلم بالشىء»، وهو أمر رائع ومطلوب بلا شك ويتماشى مع تطورات العصر الحديث.
واهتم سيادته بتوزيع أجهزة التابلت «الكمبيوتر اللوحى» على المدارس، وإجراء الامتحانات من خلالها، الأمر الذى استلزم بدوره توفير شبكة قوية وكفء للإنترنت فى جميع أنحاء مصر، وذلك بالقطع هدف عظيم ولكن إنجازه يحتاج إلى مزيد من الوقت والتكلفة، الأمر الذى لم يتحقق على نحو مطمئن أبدا.
يا دكتور شوقى، مرة ثانية وثالثة وعاشرة ... التعليم - ولا أتحدث هنا عن المعرفة - يستلزم كما نعلم ونحفظ ونكرر: أولا مدرسة ملائمة «بمعنى مبان سليمة نظيفة وغير متهالكة»، ومعلمون مطلوب معجزة لرجوعهم إلى مدارسهم بعيدا عن السناتر والدروس الخصوصية، ومناهج وكتب تعليمية نعلم جميعا أن معظمها يحتاج إلى مراجعات مهمة، ومواجهة لظاهرة الكتب الخاصة!
ارجوك يادكتور طارق ألا تحدثنا عن المدارس اليابانية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، التى يتعلم فيها أبناء النخبة .. ولكن حدثنا عن المدارس التى يتعلم فيها أبناء الغالبية الساحقة من الشعب المصرى من الإسكندرية و دمياط إلى أسوان والنوبة، وأرجوك..أرجوك أن تزور بعضها دون إعلام مسبق!