بقلم - أسامة الغزالي حرب
اندهشت وحزنت كثيرًا من حالة الاستنكار أو التعجب من قيام النجم الكبير محمد صبحي ، بمناسبة مرور 50 عامًا على مسيرته الفنية، بتكريم أكثر من 120 مبدعًا من الذين شاركوه فى مسيرته فى المسرح والسينما والتليفزيون وعدد من رموز الفكر والثقافة والفن والإعلام والنقد، الذين أسهموا فى إبداعه على مدى نصف قرن.
حقًا، لو أن الممثل محمد صبحي قام بذلك التكريم لزملائه لأصبح لناقديه حق أو منطق فى موقفهم، ولكن ليس من الصعب على المراقب أن يلحظ بسهولة شديدة أن مؤسسة محمد صبحي للإبداع الفنى هى التى قامت بهذا التكريم الذى أهدت فيه المكرمين جوائزها التى كانت فى شكل تمثال صغير لمؤسسها الذي أنشأها من خمسين عامًا.
ليست هناك بالطبع مؤسسة بهذا الاسم، ولكن محمد صبحي بموهبته ومؤهلاته ونشاطه التمثيلي فى المسرح (أبو الفنون) والقليل فى السينما وإنشائه مدينة سنبل للفنون والزهور، وإسهامه فى عديد من المسارح الأخرى كان مؤسسة بذاته.
وهل هناك شك فى موهبة محمد صبحي (خريج المعهد العالى للفنون المسرحية بامتياز) الذى ترك التدريس بالمعهد ليشق بقوة وثبات طريقه، على مدى نصف قرن، ليبدع فى مسرحياته الرائعة: على بيه مظهر، وانتهى الدرس ياغبى، والجوكر، وطبيب رغم أنفه، والهمجى، والبغبغان ...إلخ
ناهيك عن أعماله التليفزيونية الرائعة: فرصة العمر، ورحلة المليون ويوميات ونيس....إلخ
حقا، فى مصر ممثلون وممثلات عظام كنا ولانزال نفتخر ونزهو بهم باعتبارهم قلب قوة مصر الناعمة، ولكن محمد صبحي لم يكن ممثلًا موهوبًا ومتميزًا غزير الإنتاج فقط، ولا كان صاحب رسالة تنويرية واضحة وجريئة، فقط، ولكنه أيضًا شيد مبنى مسرحه الكبير فى الصحراء، فأضاف اسمه إلى رواد التمثيل الأوائل القلائل فى عصرهم الذهبي الذين بنوا مسارحهم الخاصة مثل نجيب الريحاني و إسماعيل ياسين .
تحية للفنان القدير محمد صبحي فى اليوبيل الذهبى لمسيرته الفنية الحافلة!