بقلم - أسامة الغزالي حرب
يبدأ فصل الشتاء فلكيًا أو رسميًا، فكل شتاء وأنتم بخير. غير أن شتاء هذا العام ليس ككل شتاء سابق! نحن الآن لا نمتلك رفاهية التغني بما حمله الشتاء من إلهام للشعراء والأدباء، ومن ذكريات وحنين الكبار إلى دفء التجمع والتحلق حول المدافئ في برد الشتاء. التجمع الآن محظور ومرفوض، وعلينا بالتباعد الاجتماعي (وفق الاصطلاح الجديد!)
بل إن الأهم - والأسخف أيضًا - هو التحذيرات الطبية الجادة في العالم كله اليوم من مخاطر برد الشتاء أو الإنفلونزا وهواجس الخلط بينها وبين كورونا ! فكلنا معرضون ل نوبات البرد الخفيفة أو الثقيلة، ولكن كلها محتمل، وتعودنا عليها، خاصة بعد تلقي لقاح الوقاية منها…
أما أن تتحول إلى كورونا ، فذلك أمر سخيف، ولكنه فيما يبدو - طبقًا لتحذيرات الباحثين والخبراء - أمر متوقع مع تغير نسبة الرطوبة في برد الشتاء.
لذلك فإن الحرص والجدية في اتخاذ احتياطات، أصبح أكثر إلحاحًا. غير أن ما يستحق الانتباه إليه أكثر وأكثر هو تأثيرات جائحة كوفيد -19 على الوضع الاقتصادي العام في مصر ، كما هو الحادث الآن في كل بلاد الدنيا. ف فصل الشتاء هو الموسم السياحي الأهم في مصر ، بما يسوده من طقس رائع في جنوب البلاد وفي مشاتيها الجميلة، غير أنه وفقا لدراسة مهمة للغاية أعدها معهد التخطيط القومي كان عدد السائحين في مصر عام 2019 هو 13 مليون سائح بزيادة نسبتها 15% عن العام السابق له، ولكن تلك الدراسة توقعت أن تفقد السياحة هذا العام نحو 73% من إيراداتها بسبب جائحة كورونا ، وهي نسبة كبيرة للغاية، لن يكون مستغربا إذا تناقصت عن ذلك بسبب الرعب الذي يسود العالم كله من الجائحة.
شتاء هذا العام إذن تطبعه كورونا بشدة، على نحو يسجل تحديات لنا جميعا سواء على المستوى الفردي أو المستوى القومي...
فضلا عن تهديداته الشديدة على مستوى العالم كله، الأمر الذي يجعلنا جميعا نتطلع إلى الجهود العظيمة والجبارة التي يبذلها العلماء والإخصائيون في العالم كله لاستئصال هذا الوباء اللعين!