بقلم - أسامة الغزالي حرب
يبدو أن مصطلح المجتمع المدنى أضحى مصطلحا سيئ السمعة، على حد التعبير الشهير لكاتبنا الكبير الراحل الأستاذ أحمد بهاء الدين ، بعد أن أثيرت مؤخرا شكوك و تحفظات على ممارسات بعض الكيانات الحقوقية المنتسبة إليه. غير أننى أعتقد أنه من المهم تماما إجلاء معنى هذا الاصطلاح، وتنقيته من الشوائب التى لحقت به. المجتمع المدنى يضم- ببساطة شديدة - كل الأنشطة التطوعية غير الربحية التى ينضم إليها المواطن خارج نطاق عمله الذى يتكسب منه، وخارج الأحزاب السياسية. أى النقابات المهنية (نقابات التجاريين والمهندسين والصحفيين والأطباء...إلخ) والنقابات العمالية (نقابات العاملين فى الغزل والنسيج ، وفى السياحة، وبالنقل البرى والبحرى والجوى....إلخ) والجمعيات الأهلية التى تمارس مئات الأنشطة الطوعية بدءا من بناء المستشفيات الكبيرة، والمدارس.. وحتى جمعيات دفن الموتى والرفق بالحيوان.
ول مصر تراث وتاريخ طويل ومشرف فى العمل التطوعى من خلال ا لجمعيات الخيرية منذ بداية القرن التاسع عشر، ويكفى مثلا أن نشير هنا الى مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية الكبير فى حى العجوزة بالقاهرة، ومستشفى المواساة بالإسكندرية...إلخ. هذا كله فضلا عن جمعيات علمية وثقافية عريقة، راقية ورصينة مثل الجمعية الجغرافية ال مصر ية والجمعية ال مصر ية للاقتصاد السياسى والإحصاء والتشريع بمقرها ومكتباتها العريقة وسط القاهرة... هل تعلمون عدد الجمعيات الأهلية فى مصر الآن وفقا لبيانات وزارة التضامن الاجتماعى... إنه يقرب من ثمانية وأربعين ألف جمعية منتشرة فى مصر من أقصاها إلى أقصاها. والآن عزيزى القارئ... ما هى منظمات المجتمع المدنى التى تنتمى إليها...نقابة؟ اتحاد..؟ جمعية خيرية...؟ وكيف يتم تمويلها؟ وما هى الخدمات التى تحصل منها.. وأخيرا ما هى قصة الجمعيات الحقوقية التى برزت مؤخرا، وأثيرت الاتهامات مصادر تمويلها..... ذلك حديث آخر إن شاء الله!