بقلم - أسامة الغزالي حرب
هل تعرف عزيزى القارئ معنى هذه الكلمة تحفيل؟ أغلب الظن أنك لو كنت أقرب لجيلى (وأنا الآن فى بداية السبعينيات ) فلن تعرف، أما إذا كنت شابا فى العقد الثانى أو الثالث من عمرك فغالبا سوف تعرفها. لقد نبهنى أحد أشقائى إليها، فسارعت أنقب عن معناها ككلمة عامية مستحدثة فوجدت أن المقصود بها ما يقوم به أى طرف (فرد أو جماعة) إزاء طرف منافس خسر أمامه، فيقوم الطرف الكاسب بالسخرية الشديدة من الخاسر، أو بالتعبير العامي، أو السوقي، يعمل عليه حفلة! وفى سياق بحثى فى الموضوع وجدت مقطعا للفيديو للإعلامى الأستاذ أسامة كمال من برنامجه : مساء DMC متضمنا لقاءات مع بعض الشباب الصغار الذين يسألهم المذيع عن معنى التحفيل ...وكانت مفاجأة لى أنهم جميعا يعرفونها جيدا باعتبارها إحدى وسائل السخرية فى مواجهة الخصم المهزوم! قال أحدهم إن التحفيل أصبح أسلوب حياة؟! وقالت فتاة مشجعة للزمالك: باحفل عالأهلي..مابيعرفوش يلعبوا وبيكسبوا بالحكام! وقال مشجع أهلاوي...لما الزمالك يخسر لا زم أحفل عليه..وهكذا. وليس من الصعب أن نتصور أنه عندما يصبح التحفيل سلوكا جماهيريا، خاصة فى أثناء المباريات، فإنه يكون أمرا سلبيا محملا بمخاطر شديدة، لأنه بدلا من أن يتجه المشجعون لدعم فريقهم، فإنهم يتجهون للسخرية من الفريق المنافس بكل ما يمكن أن يترتب على ذلك من عواقب وخيمة. وفى هذا السياق فهمت التساؤل الذى طرحه لاعب ليفربول الموهوب محمد صلاح على تويتر: مش قادر أصدق أنى كل ما أدخل تويتر ألاقى أكبر جمهورين فى الوطن العربى بيشتموا بعض طول الوقت. لقد تعود صلاح على مناخ كروى سليم يركز فيه أنصار كل فريق على تشجيع فريقهم بكل حماس بلا سخرية من الفريق الآخر، مثلما يتبادل الفريقان فى النهاية التحية بروح طيبة...فذلك هو جوهر الرياضة بلا شماته ولا تحفيل!.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الأهرام