بقلم - أسامة الغزالي حرب
هذه كلمات أكتبها تعليقا على مقال أستاذى الجليل وصديقى العزيز د. على الدين هلال الذى نشر فى هذه الصفحة من أهرام أمس الأول (29/11) عن كلية الاقتصاد فى عيدها الستين، و الذى أوحى لى بثلاث ملاحظات. أولاها، حول الكاتب نفسه، د. هلال، والذى يمكن أن يكون بحق الرمز الأبرز والأنقى لتلك الكلية، والذى كان أول عميد لها من خريجيها. ومع أن د.هلال شغل مناصب عديدة، بما فيها منصب وزير الشباب بين 1999 و 2004 إلا أن مكانة د. على الدين هلال ترتبط فى تقديرى-أولا وأساسا- بإسهاماته ومكانته العلمية كأستاذ للنظم السياسية، ودراساته الرصينة للنظام السياسى المصرى بوجه خاص.
الملحوظة الثانية، والتى قصدت الإشارة إليها بعنوان هذا المقال، هى أننى لا أحب ابتسار اسم الكلية فى كلية الاقتصاد ! و إذا كانت هنا ضرورة خاصة فلماذا لا نسميها كلية العلوم السياسية؟ أعلم أنها ملحوظة شكلية للغاية، ولكن قد يبررها لدى أننى لم أحب كثيرا علم الاقتصاد، مع أن جيلنا تلقى محاضراته الأولى فى علم الاقتصاد على يد علمين بارزين فيه، اى د. محمد زكى شافعى، ود. رفعت المحجوب. وكلاهما كان حجة فى مجاله، وكان أيضا قمة فى لغته العربية الرصينة. غير أن جيلنا كان محظوظا أيضا بأساطين العلوم السياسية الذين درس على أيديهم وفى مقدمتهم العالمان الجليلان الراحلان الأستاذ د. حامد ربيع (أستاذ النظرية السياسية) والأستاذ د. بطرس بطرس غالى(أستاذ العلاقات الدولية، وأمين عام الأمم المتحدة فيما بعد). أما الملحوظة الثالثة فهى عن الخريجين الذين تحدث عنهم د. على، والذين أنتمى إلى إحدى دفعاتهم المبكرة (الدفعة السابعة) والذين شغلوا بالفعل مناصب مهمة فى مجالات عديدة، ولكن الأهم من ذلك حرصهم اليوم, وهم فى النصف الأول من السبعينيات, على الالتقاء ببعضهم وعلى قضاء إجازاتهم مع بعضهم البعض، فى روح رائعة تجسد جانبا إضافيا لتفرد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة!