بقلم - أسامة الغزالي حرب
يبدو أن وباء أو جائحة كورونا سوف تستمر معنا لفترة ليست قصيرة، ينطبق ذلك على بلدنا مثلما ينطبق على الغالبية العظمى من بلاد العالم. وأعتقد أن تلك الحقيقة، أو هذا الكابوس، يفرض علينا أفرادا وجماعات، حكومة وشعبا، أن نتدارس معا، كيفية التعامل الجاد معها، سواء بالاسترشاد بما يحدث فى العالم، شرقه وغربه، أو بما يمكن أن نستلهمه من ثقافتنا وتقاليدنا.
والمسألة فى تقديرى أبعد وأوسع بكثير من مجرد تناول اللقاح، الذى سوف يتحتم, فى نهاية المطاف, تناوله، سواء أكان أمريكيا أو أوروبيا أو روسيا أو صينيا ...إلخ، وإن كان مدى نجوعه الفعلي والآثار التى يمكن أن تترتب على تناوله، سوف تحتاج لتحديدها لفترة طويلة نسبيا.
وإلى أن تستقر كل هذه الأمور، يبدو أن أحد السلوكيات التى سوف يتحتم علينا اتباعها والتعود عليها هو البقاء والكمون فى المنازل، وتجنب الاختلاط وتحقيق التباعد الاجتماعى بقدر الإمكان. وهى مظاهر بدأنا نشاهدها فى أنحاء كثيرة من العالم، خاصة فى بلدانه الأكثر تقدما.
ولكن تحقيق هذا الهدف كما ينبغى ليس سهلا على الإطلاق، لأن الناس تخرج من بيوتها أساسا لتمارس أعمالها وتكسب عيشها، قبل أن تخرج للنزهة والتسلية إلخ. وفى حين أن بعض الأنشطة يمكن تطويرها أو تطويعها للعمل من المنزل، وهو أمر بدأ يتحقق فعليا فى حالات محدودة، إلا أن أغلبها يستلزم الذهاب لمواقع العمل فى المصانع والمزارع والخدمات الأساسية لتوفير المياه و الكهرباء و الانترنت للمواطنين...إلخ. وهؤلاء هم من تتجه لهم الدعوة للبقاء فى المنازل بعد عودتهم من أعمالهم، فضلا بالطبع عن المواطنين المتقاعدين.
هنا تجدر الإشارة إلى مجالات عديدة متباينة ازدهرت مع البقاء فى المنازل مثل التجارة الإليكترونية ، وخدمات التوصيل المنزلى، وإن ظلت خدمات القنوات التليفزيونية الخاصة قليلة على ما أعتقد. وعلى أى حال سوف يظل الكمون فى المنزل, إلى إشعار آخر, هو السلوك الأسلم..، ألا يقول المثل المصرى: إن من خرج من داره قل مقداره !.