بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
شغلنى هذا السؤال عقودا طويلة منذ أن تخرجت في الجامعة و بدأت أمارس حياتى العملية جنبا إلى جنب مع استئناف دراساتى العليا. وفى الحقيقة لم يثر السؤال فى ذهنى بتلك الصيغة وإنما بصيغة أخرى وهى: لماذا نحن متأخرون..
.؟ ما هو الفارق بيننا وبين الآخرين المتقدمين عنا فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا و الولايات المتحدة واليابان..
.إلخ. كنت ألاحظ أنه عندما أقابل شخصا من تلك الجنسيات سواء أكان أستاذا جامعيا أو باحثا أو خبيرا أو طالبا جامعيا وأتناقش و أتعامل معه ... لا اشعر أن هناك فارقا هائلا فى الذكاء أو فى التحصيل أو القدرات وإنما فقط فى درجة التحصيل أو التراكم العلمى أو عمق التخصص...
إلخ ولكنهم متقدمون جدا عنا. كذلك فليس من الممكن تصور أنهم يتفوقون عنا جينيا أو خلقيا (بكسر الخاء) فذلك تفسير عنصرى والأهم أنه غير علمى! وعندما يذهب أى من أبنائنا للدراسة أو للعمل فى تلك المجتمعات سرعان ما يندمجون فيها بل وكثيرا ما يتفوقون.
غير أنه مع المزيد من الدراسة والبحث انتقلت إلى قناعة أهم وهى أن المشكلة ليست فينا كأفراد وإنما كجماعات ، وشعوب
. وهناك أقوال شائعة عديدة تنسب إلى كثير من قادة العالم- مثل نابليون بونابارت- تحمل تقديرا كبيرا للجندى المصرى الفرد وشجاعته وقدراته الفذة، ولكنها تقلل من قدرة هؤلاء الأفراد على العمل معا كفريق، اى فى عمل جماعى
. ولكن على أى حال، وسواء تحدثنا عن المستوى الفردى أو الجماعى، يظل التساؤل الأصلى مطروحا: لماذا نحن متخلفون، أو بصيغة أخرى: لماذا لا نتقدم؟ لذلك سعدت كثيرا بقراءة ثلاث مقالات فى المصرى اليوم للمصرفى المصرى البارز الأستاذ عادل اللبان تحت نفس العنوان(23، 24 ، 29 مارس).
ولأن كتابات الأستاذ اللبان دائما موضوعية وعميقة، فقد اهتممت بتلك المقالات وانكببت عليها لأعرف إجابته عن ذلك السؤال المهم: لماذا لا نتقدم؟...
المصدر : صحيفة المصري اليوم