بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
من منا...أقصد أبناء جيلى والأجيال الأقرب التالية، لا يعرف آمال فهمي؟ إنها أحد أبرز رموز وأصوات الإذاعة المصرية لما يزيد على نصف قرن من الزمان.
اعتدنا فى الواحدة والنصف بعد ظهر كل يوم جمعة على صوت الراحل جلال معوض وهو يقول «آمال فهمى تقدم على الناصية»، يتلوها التتر الشهير للبرنامج والمأخوذ من أعمال الموسيقى الأمريكى هال مكلنتير..قبل أن تبدأ آمال فى تقديم فقراتها أما فى شهر رمضان فكان برنامجها الأشهر الآخر «فوازير رمضان»
استمر على الناصية لما يزيد على خمسين عاما بين 1958 و2014. كان بالاساس لقاء مع الناس العاديين الذين كانت تلتقيهم فى شوارع المدن المصرية، ولكنها قدمت لقاءات مع شخصيات شهيرة مثل رائد الفضاء الروسى جاجارين، والعالم الكبير الراحل د.أحمد زويل، وأجرت بعض لقاءاتها من مواقع فريدة مثل غواصة للقوات البحرية، وأعماق منجم للفوسفات بالصحراء الشرقية!. وكانت آمال فهمى هى التى ربطت الفوازير بشهر رمضان، منذ ان بدأتها فى عام 1955لتستمر أيضا لما يزيد على خمسين عاما، شارك فى كتابتها لها بيرم التونسى ومفيد فوزى وصلاح جاهين وبخيت بيومى وبهاء جاهين، وذلك كله قبل أن تنتقل الفوازير لتكون برامج استعراضية كبيرة بالتليفزيون! غير أن آمال كانت لها أيضا برامج أخرى مميزة ربما كان فى مقدمتها برنامج «فنجان شاى» الذى استضافت فيه العديد من عناصر النخبة المصرية
. لماذا أتحدث اليوم عن آمال فهمى؟ لأنها الآن وقد تعدت التسعين من عمرها ترقد فى الحجرة رقم 307 بمستشفى المعادى العسكرى، وقد اتصلت بى تطلب منى إيصال صوتها للفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع للتصديق على مد إقامتها بالمستشفى لأنها ببساطة ليس لها من يرعاها إذا خرجت فلا زوج ولا أخ ولا أخت ولا ابن أو ابنة، وها أنا ذا أكتب مدعما هذا المطلب لسيدة سبق أن كرست جانبا كبيرا من جهدها لمساعدة المرضى والمحتاجين!
المصدر : صحيفة الأهرام